============================================================
تصويب الأخطاء المطبعية التي وردت في طبعته الأولى: تقديم الكتاب في ثوب جديد بعد تقسيمه إلى ثلاثة فصول اختص كل فصل منها بعهد من العهود الاسلامية الثلاثة التي شملها الكتاب . وتيسيرا على القارىء في متابعة النص تم رصد الهوامش والملاحظات في النص مسلسلة بدءأ من رقم (1) لكل فصل على حده: ع الكتاب وخايته: يمكن وصف هذا الكتاب الصغير في حجمه بأنه بمثابة رسالة في التأريخ الإسلامي تصف جوانب معينة من أحوال المسلمين تتمثل في أنماط من السلوك والعادات التي سادت بين المسلمين على مدى ثلائة عهود من تاريخهم الطويل، بدهأ بعهد الخلفاء الراشدين ومرورا بعهد الخلفاء الأمويين وانتهاءأ بعهد الخلفاء العباسيين حتى الخليفة المعتضد يناقش المؤلف في هذا الكتاب أمورا معينة من خصائص كل خليفة وحاكم، ويحاول أن يبرهن- من وجهة نظره - على أن المسلمين في كل عصر كانوا يتمثلون بذوي الأمر منهم في صفاتهم ولباسهم وأفعالهم : وكأنه أراد بذلك أن يضع أمام ضناع القرار في الدولة الإسلامية تماذج متباينة من السلوك ليتمثلوا منها بما يصلح أمر المسلمين، ويبتعدوا عما يفسد أمورهم، لأن صلاح الأمة يتبع صلاح السلطان حقيقة أن هذا الكتاب من حيث موضوعاته يمثل كتابأ في التأريخ ، إلا أنه يتميز عن كتب التاريخ الإسلامي المعهودة من حيث مضمونة ومادته ومنهجه، فلم يتضمن التاريخ للأحداث وسني وتوعها أو سير الخلفاء وأخبار الفتوحات الاسلامية والحروب التي وقعت في عهودهم، وانحصرت موضوعاته في أمور ترتبط بأخلاق الخلفاء وأفعالهم وأقوالهم، كان لها تأثير على الناس فقلدوها وعملوا بها. والمتصفح للكتاب يلاحظ أن الأمور التي يذكرها المؤلف تعتبر من وجهة نظره من الأمور الأوائل التي أخذ بها كل خليفة قولا وعملا، ولم يسبقه إليها أحد.
ان موضوع الأواثل في حد ذاته يمثل علما له دلالة وغاية، عرقه حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون عن أسماء الكتب والفتون بقول (12) : "علم يعرف منه أوائل الوقائع والحوادث بحسب المواطن والنسب، موضوعه وغايته ظاهرة، وهذا العلم من فروع التواريخ والمحاضرات، ولكن ليس بمذكور في كتب الموضوعات . لذلك فإن كتاب مشاكلة الناس لزمانهم وما يغلب عليهم في كل عصر، ينتمي إلى هذا الفرع من التاريخ ، بل هو من أقدم الكتب التي تناولت الأمور الأوائل: وقد كتب في هذا المجال عدد من المؤرخين والأدباء المسلمين، منهم من اتخذ "الأوائل" عنواتا لكتابه، ومنهم من ضمن العنوان مصطلح "الأوائل"، ومنهم من أفرد فصلا قائما بذاته بذكر الأوائل (16) حلجي ححليفة كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ، جا ص 199
صفحه ۸