وإذا قلت: إن زيدًا منطلق، سميته كلامًا لإفادته، وكلمًا لكونه جمعًا (١)، وقولًا لعمومه كل منطوق به.
وإذا قلت: من عن مثلًا، لم تسمه كلامًا لأنه غير مفيد، ولا كلمًا لأنه (٢) ليس بجمع، بل قولًا على مقتضى الصناعة، لعمومه المفيد وغير المفيد، ولهذا لو سموه كلامًا قيدوه بالصفة فقالوا: كلام غير مفيد، وإن شاءوا (٣) قالوا فيه أيضًا: قول غير مفيد.
فأما الكلمة فمنطلقة في أصل الوضع على الجزء الواحد من الكلم الثلاث، وقد جاءت في استعمالهم منطلقة على الجمل الكثيرة المرتبط بعضها ببعض، فمن ذلك تسميتهم القصيدة بأسرها كلمة، فيقولون: لفلان كلمة شاعرة وكلمة مخزية، يريدون القصيدة. وروي أن حسان بن ثابت (٤) شاعر
_________
(١) في (ج): لكونه جمعًا لكلمة، وقولا ً لعموم القول كل منطوق به.
(٢) في (ج) و(د): لأنه غير جمع، بل جاز أن تسميه على مقتضى الصناعة قولًا لعمومه المفيد وغيره.
(٣) في (ج) و(د): وإن شاؤوا قالوا أيضًا: قول غير مفيد.
(٤): أبو الوليد الأنصاري (... – ٥٤/ ٦٧٤) شاعر النبي (ص)، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام.
طبقات فحول الشعراء: ٥٢، الشعر والشعراء: ١٠٤، الخزانة ١: ١١١.
1 / 31