148

مربی زنبورها

مربي النحل

ژانرها

فقال جيمي: «حسنا، دعك من هذا. فذلك الصندوق لم يكن جديدا من الأساس. أعتقد أن عمره يقدر بنحو خمسمائة عام على الأقل، وعلى أي حال، يستطيع الناس الآن إصلاح مثل تلك الأشياء ببراعة شديدة. وما دام الكسر حول القفل فقط، فإنني متأكد أننا سنستطيع إصلاحه فلا يلحظ أحد أبدا ما كان به.»

استخدم الكشافة الصغير منديل جيمي في تجفيف عينيه الحمراوين. «فليكن إذن» جاءت موافقة الصغير في واحدة من التغيرات السريعة المعتادة منه ثم استأنف: «فليكن إذن. سوف نصلحه، غير أننا لم نكن بحاجة إلى صندوق مرمم ليذكرنا بها. فلدينا الحديقة بأكملها تذكارا من تلك السيدة!»

وعلى نحو مفاجئ شرع الكشافة الصغير في الضحك. «ويحي! ألم تبد مذهلة وسائق السيارة يلبسها قبعتها ومعطفها؟ ألم تبد السيدة أنيقة؟ ترى لو كانت نانيت قد رأتها هل كانت ستقول إنها تبدو رائعة؟»

فأجابه جيمي مقهقها.

وقال: «لا؛ لا أعتقد أن النعت المفضل لدى نانيت كان سينطبق عليها. لا أعتقد حتى أنها كانت سترى أن السيدة عند رحيلها بدت رائعة.»

فقال الكشافة الصغير: «سيتعين عليها الذهاب إلى غرفة الملابس مباشرة وتبذل أفضل ما في وسعها في وضع أصباغ الحرب والريش.»

فسأله جيمي: «هل تعتقد حقا أنها سترحل؟»

تنهد الكشافة الصغير تنهيدة عميقة. «لا آبه البتة إن ذهبت أو بقيت. فإن المهر الذي راهنت عليه بنقودي في هذا السباق يخبرني بأن تلك السيدة لن تعود إلى منحل سييرا مادري أبدا. لقد نالت نصيبها من العقاب المؤلم، وإنني على يقين من أنها لا ترجو المزيد، سواء من الخرطوم بتدفقه الشديد، أو قرصات النحل في عينها، أو أي شيء آخر! لقد حصلت على نصيبها حتى وإن كنت اضطررت إلى إتلاف زهور المخملية كي أعطيها إياه!» «أستحلفك بالله ألا تقلق بشأن حفرة في حجم حوض الاستحمام وقد تمكنت لتوك من أن تنقذ لي فدانا!»

فقال قائد الكشافة: «حسنا إذن. ما دام هذا ما تراه فأنا أوافقك فيه. هل تمانع إن لبثت هنا قليلا؟»

كان جيمي يعلم ما المقصود بذلك. المقصود أن يذهب شريكه الصغير ويعتلي نهاية فراشه ويذهب في سبات عميق، وقد رأى أن ذلك أفضل شيء ممكن. ولذلك لم يمانع البتة؛ لأنه وجون كاري كانا سيعودان لتسكين النحل. فانسل قائد الكشافة إلى الأرض. وشعر جيمي بغتة بذراعين صغيرتين نحيلتين حول عنقه تضمانه بشدة حتى شعر كأن رأسه سينخلع. ثم، وللمرة الثالثة، تلقى على خده بالضبط قبلة أخرى صغيرة وقوية وحارة أدرك أنه لن ينسى وقعها وأسلوبها أبدا.

صفحه نامشخص