133

مربی زنبورها

مربي النحل

ژانرها

وقال له: «لست بحاجة إلى أن «تصبح رائعا» يا سيدي قائد الكشافة.» وتابع: «فطالما كنت في غاية الروعة منذ ولادتك.»

بدا السرور جليا على الكشافة الصغير. فقد طالت قامته قليلا، وهز رأسه بمرح. «حسنا، من عساه يرمي النرد فيحسن الرمية، ويسيطر على مجموعة من فتيان الكشافة، ويفعل جملة الأشياء الأخرى الكثيرة التي ظللت أخوضها طوال حياتي، ولا يكون رائعا جدا؟ وأؤكد لك أنني حريص على هذا المكان! بل إن حماسي له شديد. كنت أخبر أمي هذا الصباح أنني بمجرد أن أفرغ من دراسة «القراءة» و«الكتابة» و«الرياضيات»، سآتي إلى هنا وأباشر عملي. إنها تقول إنني سأذهب إلى الكلية، لكن هناك أشياء كثيرة جدا لا تعلمها عني كما ينبغي لها، والكلية واحدة منها.»

ثم أثبت قائد الكشافة لجيمي أفضل إثبات ما كان قد زعمه. فقد شعر جيمي به يطالعه بنظرة طويلة. وشعر بجسده الصغير يقترب منه. وشعر بيده نظيفة على غير العادة تتلمس جانبه الأيسر. وسمع صوتا في غاية الرقة والعذوبة حتى إنه ذكره بصوت معين على الهاتف يعرفه.

إذ قال الصوت بعويل: «أوه، يا جيمي! هل تمزق جانبك؟ هل ستضطر إلى اتباع كل إجراءات علاجه مرة أخرى؟»

وضع جيمي ذراعه حول الكشافة الصغير.

وقال: «مهلا، بالقطع لا، إن جانبي على ما يرام! فهو يتحسن كل يوم. حتى إنني أنوي ألا أضع له ولو ضمادة أو رباطا خفيفا بعد شهرين أو ثلاثة.»

رفع قائد الكشافة ناظريه.

وقال: «ما الأمر إذن؟»

تردد جيمي. «يبدو وجهك شاحبا وعيناك متعبتان بشدة. تبدو في غاية الإنهاك. تبدو تماما مثلي حين يشاغب فتيان الكشافة وأضطر إلى ضربهم. أحيانا أطالع وجهي في المرآة وأنا أغسل أسناني فأستطيع أن أرى كم هي كبيرة المسئولية التي على عاتقي. أستطيع أن أرى ذلك حول عيني. والآن أستطيع أن أرى أشياء حول عينيك. فما الخطب؟»

فكر جيمي سريعا. لم يرد أن يخبر الكشافة الصغير ما الخطب، في غياب السيد ميريديث. إذ لم يرد أن يشغل السيدة ميريديث بتعقيدات قانونية وهي ترعى رعاية مفرطة الرضيع الذي تحملت مسئوليته. فكر سريعا وبإمعان وجعل الموقف يمر بسلام.

صفحه نامشخص