إن مجموع تلك الأسئلة التي تدور بخاطر قارئ كتاب المقتطف في خميلتيه الأخيرتين الخاصتين بالشعر العامي تجعلنا نتصور أن الرحلة المستمرة للشعراء والأدباء بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه سواء للحج أو للتعلم أو للتجارة أو لأسباب سياسية جعلت فنون الشعر العامي تتداخل فيما بينها، وتتشابه ملامحها وتتأثر فيما بينها، حتى إننا نجد أن الفروق تتحدد في الفروق بين لهجات أقاليم العالم الإسلامي المختلفة.
وفي رأيي أن الفارق الوحيد هو الفارق اللغوي، ولذا يتعذر معرفة السابق من اللاحق، إلا إذا نظرنا إلى أن استقرار العرب في الأندلس وتكوينهم لخلافتهم المستقلة عن خلافة بغداد كانت لا حقة، وبالتالي فإن فن شعرهم العامي لا حق علي الشعر المشرقي.
أ. د/ سيد حنفى
€
المقدمة / 21