الحلي في كتابه (العاطل الحالي)، وكان منتظرا من ابن سعيد الذي عرف أنواع الشعر العامي في المشرق والمغرب أن يسهم في التفريق بين تلك الأنواع، والفقرات التي أشرنا إليها سابقا نقلا من كتابه المقتطف تثبت أنه إما أنه يخلط بين هذه الفنون، أو أنه كان يراها متقاربة أو متشابهة؛ لأن الزجل الأندلسى لم يكن له شكل ثابت أو موضوع ينظم فيه، بل نظم الزجالون في جميع الموضوعات التي نظم فيها الشعراء العرب قصائدهم الفصيحة اللغة.
ولا نستطيع أن نعد تلك الملاحظات الذي ذكرها ابن قزمان في مقدمة ديوانه أو التي سجلها ابن خلدون في مقدمته تمثل تعريفا واضحا لفن الزجل يجعلنا ندرك الفرق بينه وبين فنون القول الأخرى الملحونة التي ذكرها صفي الدين الحلي حين قال عنها- محاولا تحديد الفروق فيما بينها: فمنها ما يكون له وزن واحد وقافية واحدة، وهو (الكان وكان)، ومنها ما يكون له وزن واحد وأربع قواف، وهو (المواليا)، ومنها ما يكون له وزنان وثلاث قواف، وهو (القوما)، ومنها ما يكون له عدة أوزان وعدة قواف، وهو (الزجل) «١» ويقول: ومجموع فنون النظم عند سائر المحققين سبعة فنون، لا اختلاف في عددها بين أهل البلاد، وإنما الاختلاف بين المغاربة والمشارقة في فنين منها ...
والسبعة المذكورة هي عند أهل المغرب ومصر والشام هذه: الشعر القريض، والموشح، والدوبيت، والزجل، والمواليا، والكان وكان،
€
المقدمة / 19