ومن شهد علي - أصلحك الله -؟ فما أحسبه الليث بن سعد! فقال له ابن زياد: وما ذكر الليث بن سعد هاهنا؟! فأمر به - وذلك في المسجد، وهو والي الشرطة - فقنع أسواطًا.
قال: فكان ذلك من فعله صوابًا.
قال ابن وضاح: وابن القاسم يرى أن يعزر السلطان الرجل في المسجد بالسوط، وسحنون يأبى ذلك.
قال: ولما ولي سحنون بن سعيد القضاء حمل الضرب على الذي لا يريد غرم ما عليه وهو ملئ بعد أن حبسه، فقال له: من أين أخذت الضرب، وإنما كنا نعرف الحبس حتى يغرم؟ فقال: من حديث النبي ﷺ في قوله مطل الغنى ظلم، فإذا كان ظالمًا كما سماه رسول الله ﷺ أدبته.
وذكر بعض الرواة قال: بينما القاضي محمد بن زياد يومًا يساير الفقيه محمد بن عيسى الأعشى إذ لقيا رجلًا يتما يد سكرًا، فأمر ابن زياد الأعوان بأخذه، وحمله ليقيم عليه الحد، ففعلوا.
وانتهى محمد بن زياد من طريقه إلى مكان ضيق تقدم فيه، واستأخر عنه صاحبه الأعشى، فدنا إلى الغلام الذي كان يمسك السكران، فقال له: يقول لك القاضي أطلق
1 / 208