وقال ابن عبد البر: القاضي يخامر بن عثمان، لا أحفظ له كنية، وأصله من جيان، ولاه الأمير عبد الرحمن القضاء سنة عشرين ومائتين، وكان رجلًا فاضلًا عفًا خيرًا، غير أنه كانت فيه عنجهية وجفاء. لما بلا أمر الحكومة بقرطبة ونظر إلى قدر الشيخ ابن يحيى عند أهلها وغلبته على نفوسهم وطواعيتهم له ضاق صدرًا به، فكتب إلى الأمير عبد الرحمن: إني قدمت قرطبة، فوجدت لها أميرين: أمير الأخيار، وأمير الأشرار. فأما أمير الأخيار فيحيى بن يحيى، وأما أمير الأشرار فأنت. فاستجفاه عبد الرحمن وأمر بعزله.
وأعاد على القضاء سعيد بن سليمان، فلم يزل سعيد قاضيًا من آخر سنة عشرين ومائتين إلى آخر سنة سبع وعشرين، فإنه توفي بها، واستقضى الأمير عبد الرحمن مكانه علي بن أبي بكر الكلابي.
علي بن أبي بكر الكلابي قال ابن عبد البر: هو علي بن أبي بكر القيسي، يكنى أبا الحسن، وهو جد علي بن محمد بن الباسه استقضاه الأمير عبد الرحمن سنة سبع وعشرين، أشار به الشيخ يحيى بن يحيى؛ وقلما كان الأمير عبد الرحمن يولى قاضيًا إلا عن مشورة يحيى بن يحيى ورضاه، ولذلك ما كثرت القضاة في أيامه، إذ كان الشيخ يحيى بن يحيى يشير بالقاضي منهم بعد القاضي، فإذا أنكر على القاضي منهم شيئًا قال له: استعف من الأمير وإلا رفعت في عزلك.
وكان علي بن أبي بكر شريف النفس، حسن السمت، على اعتدال واستقامة حال، ولم يزل قاضيًا وصاحب صلاة إلى أن توفي في سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وقد
1 / 203