بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد وعلى آله وسلم
حدثنا أستاذنا الفقيه المغربي أبو داود سليمان بن نجاح ﵁ قال قرأت على أبي عمرو عثمان بن سعيد عثمان المغربي ﵁ سنة إحدى وأربعين وأربع مئة فقلت رضي الله عنا.
الحمد لله الذي أكرمنا بكتابه المنزل، وشرفنا بنّبيه المرسل، احمده على ما أولانا من مننه، وخصّنا به من جزيل نعمه، حمدًا يُزلف عنده، ويوجب مزيده، صلى الله على محمد نبيّ الرحمة ومبلّغ الحكمة وعلى أهله وسلم تسليما.
هذا الكتاب اذكر فيه إن شاء الله ما سمعته من مشيختي ورويته عن أئمتي من مرسوم خطوط مصاحف أهل الأمصار: المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام وسائر العراق المصطلح عليه قديما مختلفا عن الإمام مصحف عثمان بن عفّان ﵁ وعن سائر النسخ التي انتسخت منه الموجّه بها إلى الكوفة والبصرة والشام وأجعل جميع ذلك أبوابا، وأُصنفه فصولا، أُخليه من بسط العلل ورح المعاني لكي يقرب حفظه، ويخفف متناوله على من التمس معرفته من طالبي القراءة وكاتبي المصاحف وغيهم ممن قد أهمل شرح ذلك وأضرب عن روايته، وأكتفى فيه دهرا بظنه ودرايته، وقد رأيت أن أفتح كتابي هذا بذكر بض ما تأدى اليّ من الأخبار والسنن في شأن أهل المصاحف وجمع القرآن فيها إذ لا يستغنى عن ذكر ذلك فيه أولا، وبالله استعين وعلى إلهامه للصواب اعتمد، وهو حسبي ونعم الوكيل.
1 / 12
باب ذكر من جمع القرآن في الصحف أولا ومن ادخله بين اللوحين ومن كتبه من الصحابة وعلى كم من نسخة جُعل وأين وُجّه بكل نسخة
في ذلك حدثنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قراءةً مّي عليه قال حدثنا احمد بن محمد المكي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا القاسم بن سلام قال حدثنا المطّلب بن زياد عن السُدّي عن عبد خير قال اول من جمع القرآن بين لوحين أبو بكر ﵀ حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان النحوي قراءة عليه قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن الجهم السِمَّري قال حدثنا جعفر بن عون قال حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الأنصارى عن ابن شهاب عن عبيد بن السبَّاق عن زيد بن ثابت إن عمر بن الخطاب ﵁ جاء إلى أبي بكر فقال إن القتل قد أسرع في قرّاء القرآن أيام وقد خشيت إن يهلك القرآن فأكتبه فقال أبو بكر فكيف نصنع بشيء لم يأمرنا فيه رسول الله ﷺ بأمر ولم يعهد إلينا فيه فقال عمر افعل فهو والله خير فلم يزل عمر بأبي بكر حتى أرى الله أبا بكر مثل ما رأى عمر قال زيد فدعاني أبو بكر فقال انك رجل شاب قد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ فأجمع القرآن واكتبه فقال زيد لأبي بكر كيف تصنعون بشيء لم يأمركم فيه رسول الله ﷺ بأمر ولم يعهد اليكم فيه عهدا قال فلم يزل بي أبو بكر حتى أرانى الله مثل الذي رأى أبو بكر وعمر فقال والله لو كلفوني نقل الجبال لكان أيسر من الذي
1 / 13
كلّفوني قال فجعلت أتتبع القرآن من صدور الرجال ومن الرقاع ومن الإضلاع ومن العسب قال ففقدت آية كنت أسمعها من رسول الله ﷺ ولم أجدها عند أحد فوجدتها عند رجل من الأنصار: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر) فألحقتها في سورتها فكانت تلك الصحف عند أبي بكر حتى مات ثم كانت عند عمر حتى مات ثم كانت عند حفصة.
قال ابن شهاب فأخبرني انس بن إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكانوا يقاتلون على مرج إرمْينية فقال حذيفة لعثمان يا أمير المؤمنين إني قد سمعت الناس اختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى حتى إن الرجل ليقوم فيقول هذه قراءة فلان قال فأرسل عثمان إلى حفصة أرسلي إلينا بالصحف فننسخها في المصاحف ثم نردّها إليك فأرسلت إليه بالصحف قال فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت وإلى عبد الله بن عمرو بن العاص وإلى عبد الله بن الزبير وإلى ابن عباس وإلى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال انسخوا هذه الصحف في مصحف واحد وقال للنفر القريشيين إن اختلفتم انتم وزيد بن ثابت فاكتبوه على لسان قريش فإنما نزل بلسان قريش قال زيد فجعلنا نختلف في الشيء ثم نجمع امرنا على رأي واحد فاختلفوا في " التابوت " فقال زيد " التابوه " وقال النفر
1 / 14
" التابوت " قال فأبيت إن ارجع إليهم وأبو إن يرجعوا اليَّ حتى رفعنا ذلك إلى عثمان فقال عثمان اكتبوه " التابوت " فأنما انزل القرآن على لسان قريش قال زيد فذكرت آية سمعتها من رسول الله ﷺ لم أجدها عند أحد حتى وجدتها عند رجل من الأنصار خُزيمة بن ثابت: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) قال ابن شهاب قال انس فردّ عثمان الصحف إلى حفصة والقى ما سوى ذلك من المصاحف.
حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد بن خاقان المقرئ قراءة منّى عليه قال حدثنا أبو بكر احمد بن محمد المكي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا القاسم بن سلام قال حدثنا عبد الحمن بن مهدي حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السباق إن زيد بن ثابت حدثه قال أرسل أليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وإذا عمر عنده فقال أبو بكر إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر بقرّاء القرآن يوم اليمامة وأني اخشى إن يستحر القتل بالقرّاء في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير وأني أرى أن تأمر بجمع القرآن فقلت له كيف افعل شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ فقال هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري له ورأيت فيه الذي رأى عمر قال زيد قال أبو بكر أنت رجل شاب عاقل لا نتّهمنك قد كنت تكتب الوحي للنبيّ ﷺ فتتّبع القرآن فتجمعه
1 / 15
وساق الخبر على معنى ما تقدم وقال فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والعسب واللخاف ومن صدور الرجال فوجدت آخر براءة مع خزيمة بن ثابت: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) حتى ختم السورة.
قال عبد الحمن حثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن انس بن مالك إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان فذكر القصة وقال فيها فأرسل عثمان إلى زيد بن ثابت وإلى عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث وأمرهم أن ينسخوا الصحف في المصاحف ثم قال للرهط القريشين الثلاثة ما اختلفتم فيه انتم وزيد فاكتبوه بلسان قريش فانه نزل بلسان قريش فنه بلسانهم قال ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف بعث عثمان إلى كل افق بمصحف من تلك المصاحف التي نسخوها ثم أمر بما سوى ذلك من القراءة في كل صحيفة أو مصحف إن يخرق.
حدثنا خلف بن هاشم قراءة عليه قال حدثنا زياد ابن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن يحيى بن حميد قال حدثنا محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال اخبرني صاحب لي عن سعيد عن قتادة إن حذيفة بن اليمان قال لعثمان بن عفان ما كنت صانعا إذا قيل قراءة فلان وقراءة فلان كما صنع أهل الكتاب فاصنعه ألان فجمع عثمان الناس على هذا المصحف وهو حرف زيد.
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الفرايضي قراءة عليه قال حدثنا
1 / 16
علي بن عبد بن محمد بن احمد بن نصير البغدادي قال حدثنا أحمد بن نصير البغدادي قال حدثنا احمد بن الصقر بن ثوبان قال حدثنا محمد بن عبيد بن حسَاب قال حدثنا حمّاد بن زيد عن أيوب عن أبي قِلابة عن رجل من بني تميم فقال: احسب انس بن مالك قال اختلف المعّلمون في القرآن حتى اقتتلوا أو كان بينهم قتال فبلغ ذلك عثمان فقال عندي تختلفون وتكذبون به وتلحنون فيه يا أصحاب محمد ﷺ اجتمعوا فاكتبوه للناس إماما يجمعهم قال وكانوا في المسجد فكثروا فكانوا إذا تماروا في الآية يقولون انه اقرأ رسول الله ﷺ هذه الآية فلان بن فلان وهو على رأس أميال من المدينة فيُبعث إليه من المدينة فيجيء فيقولون كيف اقرأك رسول الله ﷺ آية كذا وكذا فيكتبون كما قال.
حدثنا سلمون بن داود القروي قراءة منّي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد بن أبي رافع قال رافع قال حدثنا إسماعيل بن اسحق قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة حدثني من كان يكتب معهم قال حماد أظنه أنس بن مالك القشيري قال كانوا يختلفون في الآية فيقولون أقرأها رسول الله ﷺ فلان ابن فلان فعسى إن يكون أن يكون على رأس ثلاث ليال من المدينة فيُرسل إليه فيجاء به فيقال له كيف أقرأك رسول الله ﷺ فيقول كذا وكذا فيكتب كما يقول.
حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن عفان القشيري الزاهد قراءة عليه قال
1 / 17
حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير بن حرب قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يحيى بن زكريا قال حدثنا مجالد عن عامر قال قال صعصعة استخلف الله أبا بكر فأقام الصحف.
حدثنا أبو محمد خلف بن أحمد العبدري قراءة عليه قال حدثنا زياد بن عبد الرحمن اللؤلؤي قال حدثنا محمد بن يحيى بن حميد قال حدثنا محمد بن يحيى بن سلام عن ابيه عن إبراهيم بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه إن أبا بكر الصديق أول من جمع القرآن في المصاحف حين قتل اصحاب اليمامة وعثمان الذي جمع المصاحف على مصحف واحد.
حدثنا خلف بن حمدان بن خاقان المالكي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا قال حدثنا عمّي يحيى بن زكريا قال حدثنا يونس قال ابن وهب سمعت مالكا يقول إنما أُلّف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله ﷺ.
حدثنا الخاقاني قال حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن علقمة بن مَرْثَد عن رجل عن سويد بن غفلة قال علي ﵁ لو وُلّيتُ لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان.
حدثنا خلف بن حمدان قال حدثنا أحمد المكي قال حدثنا علي قال حدثنا القاسم قال حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن أبي اسحق عن مصعب بن سعد قال أدركت الناس حين شقّق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك أو قال لم يعب ذلك أحد.
1 / 18
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي اجازةً قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد قال حدثني جدّي قال حدثنا ابن عيينة عن مجالد عن الشعبي قال سألنا المهاجرين من اين تعلمتم الكتاب قالوا من أهل الحيرة وقالوا لآهل الحيرة من أين تعلمتم قالوا من الانبار.
قال أبو عمرو اكثر العلماء على إن عثمان بن عفان ﵁ لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدة منهن فوجّه إلى الكوفة احاهن وإلى البصرة أخرى وإلى الشام الثالثة وامسك عند نفسه واحدة وقد قيل انه جعله سبع نسخ ووجّه من ذلك أيضا نسخة إلى مكة ونسخة إلى اليمن ونسخة إلى البحرين والأول أصح وعليه الأئمة.
وسئل مالك ﵀ هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال لا إلا على الكتبة الأولى.
حدثنا أبو محمد عبد الملك بن الحسن إن عبد العزيز بن علي حدثهم قال حدثنا المقدام بن تليد قال حدثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال اشهب سئل مالك فقيل له ارأيت من استكتب مصحفا اليوم أترى أن يكتب على ما احدث الناس من الهجاء اليوم فقال لا أرى ذلك ولكن يكتب على الكتبة الأولى قال أبو عمرو ولا مخالف له في ذلك من علماء الآمة وبالله التوفيق.
1 / 19
باب ذكر ما رسم في المصاحف بالحذف والإثبات
ذكر ما حذفت منه الألف اختصارا
حدثنا أحمد بن عمر بن محمد بن عمرو الجيزي قراءة منّي عليه قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد العزيز الإمام قال حدثنا عبد الله ابن عيسى المدني قال حدثنا عيسى بن قالون عن نافع ابن أبي نعيم القارئ قال الألف غير مكتوبة يعني في المصاحف في قوله في البقرة " وما يخدعون " و" وإذ وعدنا " و" ووعدنا موسى " و" ووعدنكم " حيث وقعن و" فأخذتكم الصعقة " و" تشبه علينا " و" به خطيئته " و" تظهرون " و" اسرى " و" تفدوهم " و" أو كلما عهدوا " و" تصريف الريح " و" طعام مسكين " و" فيضفه " و" يضعف " و" مضعفة " حيث وقعن " ولولا دفع الله " حيث وقعت وفي " فرهن مقبوضة ".
وفي آل عمران: " منهم تقه " مكتوبة بالياء " فيكون طيرا " حيث وقع " وقتلوا قُتلوا ".
وفي النساء " وثلث ورُبع " و" ذرية ضعفا " و" كتب الله عليكم " و" والذين عقدت ايمنكم " و" حسنة يضعفها " و" أو لمستم النساء ". ومثله في المائدة " فلقتلوكم " و" مرغما كثيرا ".
وفي المائدة: " سبل السلم " و" فما بلغت رسالته " و" بلغ الكعبة، طعام مسكين " و" قيما للناس "
1 / 20
و" عليهم الاولين " و" فيكون طيرا " و" آكلون للسحت ".
وفي الأنعام: " طير يطير " و" وذريتهم " و" اكبر مجريمها " و" حيث يجعل رسالته " و" دار السلم ".
وفي الأعراف: " انما طيرهم " و" وبطل ما كانوا يعملون " و" عليهم الخبيث " و" وكلمته " و" حيث وقعت " خطيئتكم " و" إذا مسهم طيف ".
وفي الأنفال: " الحق بكلمته " و" وتخونوا امنتكم ".
وفي التوبة: " أن يعمروا مسجد الله " و" خلف رسول الله ".
وفي يونس: " كلمت ربك ".
وفي هود: " وبطل ما كانوا يعملون " و" يضعف لهم " " قالوا سلما قال سلم " حيث وقع.
وفي يوسف: " آيت للسائلين " و" في غيبت " بحذف الألف في الحرفين.
وفي الرعد: " وسيعلم الكفّر " وفي إبراهيم: " به الريح " وفي بني إسرائيل: " طير في عنقه " وفي الكهف: " تزور عن كهفهم " و" لكلمته ولن " و" نفسا زكية " و" لتخذت عليه " و" تذروه الريح " و" لكلمت ربي ".
وفي مريم: " تسقط عليك " وفي طه: " الأرض مهدا " و" ووعدنكم ".
وفي الأنبياء: " فجعلهم جذذا " و" تعمل الخبيث " و" كانوا يسرعون " و" حرم على قرية " و" كانوا يسرعون " و" حرم على قرية ".
وفي الحج: " إن الله
1 / 21
يدفع " و" ولولا دفع الله " و" للذين يقتلون " و" معجزين ".
وفي المؤمنون: " لأمنتم " و" المضغة عظما فكسونا العظم " و" سمرا تهجرون ".
وفي النور: " يخرج من خلله ".
وفي الفرقان: " أرسل الريح " و" فيها سرجا " و" أزواجنا وذريتنا ".
وفي النمل: " ءايتنا مبصرة " و" قال طيركم عند الله " و" بل أدرك عليهم ".
وفي القصص: " فرغنا إن كادت " و" قالوا سحرن تظهرا وقالوا ".
وفي العنكبوت: " ءايت من ربه ".
وفي لقمان: " وفصله " و" ولا تصعر ".
وفي الاحزاب: " تظهرون منهن ".
وكذلك في المجادلة في الحرفين وكذلك حيث وقع " يضعف لها ".
وفي سبإ: " في مسكنهم " و" وهل يجزى " و" ربنا بعد ".
وفي فاطر: " على بينت منه ".
وفي يس: " فكهون " و" حملنا ذريتهم " و" بقدر على إن ".
وفي الصافات: " فهم على اثرهم ".
وفي الزمر: " من هو كذب ".
وفي غافر: " كلمت ربك ".
وفي فصلت: " وما تخرج من ثمرت ".
وفي حم عسق: " ويحق الحقّ بكلمته " و" إن يشأ يسكن الريح ".
وفي الزخرف: " عليه اسورة " و" وقل سلم ".
وفي الأحقاف: " أو اثرة من علم " و" بقدر على ".
وفي القتال:
1 / 22
" والذين قتلوا ".
وفي الفتح: " بما عهد عليه الله ".
وفي والذاريات: " فقالوا سلما قال سلم ".
وفي والطور: " واتبعهم ذريتهم، بهم ذريتهم " وفي التحريم: " وإن تظهرا عليه " و" بكلمت ربها وكتبه ".
وفي ن والقلم: " لولا أن تدركه ".
وفي المعارج: " برب المشرق والمغرب ".
وفي نوح: " مما خطيئتهم ".
وفي الإنسان: " عليهم ثيب سندس ".
وفي النبإ: " لغوا ولا كذبا " قال أبو عمرو فهذا جميع ما في رواية عبد الله بن عيسى عن قالون عن نافع مما حذفت منه الألف في الرسم.
وحدثنا أبو الحسن بن غلبون قراءة منّى عليه قال حدثنا أبي قال حدثنا إسماعيل بن اسحق القاضي عن قالون عن نافع بعامّة هذه الحروف وزاد في الكهف " فلا تصحبني ". وفي الحج " سكرى وما هم بسكرى ". وفي حم عسق " كبير الاثم " ومثله في والنجم. وفي الواقعة " بموقع النجوم ". وفي المطففين " ختمه مسك ". وفي الفجر " فادخلي في عبدي ".
قال أبو عمرو ورأيت رسم عامة الحروف المذكورة في مصاحف أهل العراق وغيرها على نحو ما رويناه عن مصاحف أهل المدينة.
حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد القسم بن سلام قال رأيت في الإمام مصحف عثمان بن عفان - استخرج لي من بعض خزائن الأمراء ورأيت فيه
1 / 23
دمه - في سورة البقرة " خطيكم " بحرف واحد والتي في الأعراف " خطيئتكم " بحرفين قال أبو عمرو وكذلك التي في نوح في جميع المصاحف بحرفين " وميكيل " بغير ألف وفي يوسف " حش لله " وفي الرعد " وسيعلم الكفر " وفي طه " إن هذن ".
قال وكذلك رأيت التثنية المرفوعة كلها فيه بغير ألف وفي المؤمنون " ام تسئلهم خرجا " وفيها سيقولون لله لله لله " وفي الإنسان " قواريرا " الأولى بالألف والثانية كانت بالألف فُحكّمت ورأيت اثرها بيّنا هناك وأما " سلسلا " فرأيتها قد درست.
حدثنا الخاقاني قال حدثنا أحمد المكي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا حجاج عن هرون قال حدثنا عاصم الجحدري قال في الإمام مصحف عثمان ابن عفان الذي كتبه للناس كلهن " لله لله " يعني قوله في المؤمنين " سيقولون لله " قال عاصم واول من زاد هاتين الألفين نصر بن عاصم الليثي. قال أبو عبيد ثم تأملتها في الإمام فوجدتها على ما وراه الجحدري قال وهكذا رأيتها في مصحف قديم بالثغر بعث به إليهم قبل خلافة عمر بن عبد العزيز وكذلك هي في مصاحف المدينة وفي مصاحف الكوفة جميعا واحسب مصاحف الشام عليها.
حدثنا محمد بن علي قال حدثنا محمد بن قطن قال حدثنا سليمان ابن خلاد
1 / 24
قال حدثنا اليزيدي قال في مصاحف أهل المدينة ومكة " وسيعلم الكفر " على واحد.
فصل
قال أبو عمر واجمع كتاب المصاحف الألف من الرسم بعدها التي للتنبيه اختصارا أيضا وذلك في نحو قوله " يايها الناس " و" يارض " " ياولي الالبب " و" ياخت هرون " و" ينوح " و" يلوط " و" يهود " و" يشعيب " و" يصلح " و" يهرون " و" يمريم " و" يفرعون " و" يهمن " و" يملك " و" ياسفى " و" يويلتي " و" ويحسرتي " و" يرب " و" يبنّي " و" يقوم " و" هانتم " و" هؤلاء " و" هذا " و" هذه " و" هذن " و" هتين " و" هكذا " وما كان مثله حيث وقع. والألف الثانية في الخط بعد الياء والهاء فيما كان بعدهما فيه همزة هي الهمزة لكونها مبتدأة.
وكذلك اجمعوا على حذف الألف في قوله " الرحمن " ﷿ حيث وقع وفي قوله " ذلك " و" ذلكم " و" ذلكن " و" اولئك " و" اولئك " و" لكن " و" لكنه " و" لكني " ولكنكم " و" ولكن لا " وشبههه من لفظه حيث وقع.
وكذلك حذفوا الالف بعد الالم في قوله " الملئكة " و" وملئكة " و" ملئكته " و" السلم " وسلم " و" اله " و" الهكم " و" الهنا " و" الهه " وشبهه من لفضه
1 / 25
وكذلك حذفوها في قوله " سبحن " وسبحنه " و" سبحنك " حيث وقع إلا موضعا واحدا في الاسراء قوله " قل سبحان ربي " فأن المصاحف اختلفت فيه لا غير ورأيته في مصاحف أهل العراق العتق بالالف.
وكذلك رسموا التثنية المرفوعة بغير ألف كقوله " وامرأَتن " و" رجلن " و" سحرن " و" مل يعلمن " و" يحكمن " و" يقتتلن " و" اضلنا " وشبهه وسواء كانت الألف اسما أو حرفا ما لم تقع طرفا ووقعت حشوا.
وكذلك حذفوا الالف بعد النون التي هي ضمير جماعة المتكلمين نحو قوله " انجينكم " و" ءاتينكم " و" اغوينكم " و" مكّنّهم " وءاتينه " و" علّمنه " و" ءاتينك " و" ارسلنك " و" ءاتينها " و" فرشنها " وففهمنها " و" انشأئهن " و" فجعلنهن " وما كان مثله.
وكذلك حذفوا الالف بعد اللام في قوله " بغلم " " وغلما " و" غلمين " و" خلئف " و" ءالف " و" السلسل " و" البلغ " و" بلغا " و" الخلّق " وكذلك " الضلل " و" في ظلل " و" الضللة " و" الكللة " و" لا حلل " و" من خلله " و" ضلله " و" ظللها " و" ظللهم " و" حلل " و" اغللا " و" الاغل " و" من سللة " وشبه مما فيه لامان حيث وقع وكذلك حذفوا الألف بعد العين في قوله " تعلى الله " و" فتعلى الله " حيث وقع وكذلك حذفوها بعد الباء في قوله " تبرك " حيث وقع وكذا " بركنا " و" مبركنا " و" مبركة " و" المبركة " وكذا حذفوها بعد
1 / 26
الياء في قوله " القيمة " في جميع القرآن وكذا حذفوها بعد الطاء في قوله " الشيطن " و" من سلطن " حيث وقعا وكذا حذفوها بعد السين في قوله " المسجد " و" مسجد " حيث وقعا وكذا حذفوها بعدها في " المسكين " و" مسكين " و" مسكنهم " حيث وقع وكذلك حذفوها بعد اللام في قوله " اللعنون " و" من اللعبين " و" اللت " وفي قوله " ملقوا " و" ملقوه " و" فملقيه " و" يلقوا " حيث وقع وفي قوله " الّتي " و" الّئي " حيث وقعا وكذا حذفوها بعدها في قوله " ثلثة " و" ثلث " و" ثلثين " حيث وقع وكذا حذفوها بعد الميم في قوله " ثمنية " و" ثمني حجح " و" ثمنين " حيث وقع وكذا حذفوها بعد الحاء في قوله " اصحب النار " و" اصحب الجنة " و" اصحب مدين " وشبه وكذا حذفوها بعد الصاد والتاء في قوله " النصرى " و" نصرى " و" اليتمى " و" يتمى " في جميع القرآن وكذا حذفوها بعد الهاء في قوله " الانهر " و" انهر " حيث وقع وكذا حذفوها بعد اللام في قوله " الئن جئتَ بالحق " و" فالئن بشروهن " و" الئن خفف الله عنكم " وشبه من لفظه إلا موضعا فانهم اثبتوا الألف فيه وهو قوله في سورة الجن " فمن يستمع الأن " وكذا حذفوها بعد الواو في قوله " السموت " و" سموت " في جميع القرآن إلا في موضع واحد فأن الألف مرسومة فيه وهو قوله
فصلت " سبع سموات " فأما الألف التي بعد الميم فمحذوفة في كل موضع بلا خلاف.
فصل
قال أبو عمرو وكذلك حذفت الألف بعد الراء في قوله " ترابا " في ثلاثة مواضع وأثبتوها فيما عداها اولها في الرعد
1 / 27
" أَءذا كنا تربا " وفي النمل " أَءذا كنا تربا وءاباؤنا " وفي عم يتساءلون " يليتني كنت تربا " وكذلك حذفت الألف بعد الهمزة في قوله " قرءانا " في مكانين في يوسف " انّا انزلنه قرءنا عربيا " وفي الزخرف " انّا جعلنه قرءنا عربيا " ورأيت انا هذين الموضعين في مصاحف أهل العراق وغيرها بالألف وكذلك حذفت الألف بعد العين في قوله في الانفال " في الميعد " في هذا الموضع خاصة وسائر المواضع بالألف.
اخبرني بهذه الحروف خلف بن إبراهيم فيما إذن لي في روايته عن أبي بكر محمد بن عبد الله الاصبهاني عن شيوخه عن محمد ابن عيسى.
فصل
قال أبو عمرو وكل شيء في القرآن من ذكر " اءياتنا " فهو بغير الألف إلا في موضعين فأنهما رسما بالألف وهما في يونس " مكر في ءاياتنا " و" ءاياتنا بينت " وكل شيء في القرآن من ذكر " الكتاب " و" كتاب " فهو بغير الألف إلا في أربعة مواضع اولها في الرعد " لكل اجل كتاب " وفي الحجر " الأ ولها كتاب معلوم " وفي الكهف " من كتاب ربك " وفي النمل " تلك ءايت القرآن وكتاب مبين " فإن الألف فيه مرسومة وكل شيء في القرآن من ذكر " اّيها " فهو بالألف إلا ثلاثة مواضع فأن الألف فيها محذوفة اولها في النور " ايه الؤمنون " وفي الزخرف " يايه السحر " وفي الرحمن " ايه الثقلن " وكل شيء في القرآن من ذكر " ساحر " فهو مرسوم بغير
1 / 28
الف إلا موضعا واحدا فأن فيه مرسومة وهو قوله في الذاريات " إلا قالوا ساحر " وحدثنا احمد بن عمر قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا عبد الله قال حدثنا عيسى عن نافع قال كل ما في القرآن " ساحر " فالألف قبل الحاء في الكَتْب وكذلك رسمت الألف بعد الحاء في الشعراء في قوله " بكل سحّار " ليس في القرآن غيره حدثنا أحمد بن عمر قال حدثنا محمد بن منير قال حدثنا عبد الله قال حدثنا قالون عن نافع " بكل سحّار " في الشعراء الألف بعد الحاء في الكَتْب وحدثنا فارس بن أحمد قال حدثنا عبد الله بن طالب قال حدثنا إسماعيل بن شعيب قال حدثنا احمد بن سلمويه قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا العباس بن الفضل قال حدثنا قتيبة بن مهران قال قال الكسائي لم يكتب " سحار " يعني بالألف إلا التي في الشعراء وحدها.
وكتبوا في كل المصاحف " اصحب ليكة " في الشعراء وص بلام من غير ألف قبلها ولا بعدها وفي الحجر وق " اصحب الايكة " بالألف واللام قال أبو عبيد وكذلك رأيت ذلك في الإمام اخبرنا أيضا بعامة هذا ال
فصل خلف بن خاقان عن محمد بن عبد الله عن أصحابه عن محمد بن عيسى.
فصل
قال أبو عمرو واتفق كتّاب المصاحف على حذف الألف من الأسماء الأعجمية المستعملة نحو: ابرهيم، اسمعيل، واسحق، وهرون،
1 / 29
عمرن، ولقمن وشبهها وكذا حذفوها من: سليمن، صلح، وملك، وخلد وليست بأعجمية لما كثر استعمالها فأما ما لم يستعمل من الأعجمية فأنهم اثبتوا الألف فيه نحو: طالوت، وجالوت، وياجوج، ومأجوج وشبهها ورأيت المصاحف تختلف في أربعة منها وهي: هارروت، وماروت، وهامان، وقالرون ففي بعضها بالألف وفي بعضها بغير الألف والأكثر على إثبات الألف وفي كتاب هجاء السنة الذي رواه الغازي بن قيس الاندلسي عن أهل المدينة: هروت: ومروت، وقرون بغير الألف رسما لا ترجمة. ووجدت في مصاحف أهل العراق " هامن " بألف بعد الهاء ة في كلها بغير ألف بعد الميم فأما " داود " فلم يختلفوا في رسمه بالألف في كا المصاحف لأنهم قد حذفوا من هذا الاسم واوا فلم يحذفوا لذلك الألف منه وكذلك " إسرائيل " بالألف أيضا في اكثر المصاحف لأنه قد حذفت منه الياء التي هي صورة الهمزة وقد وجدت ذلك في بعض المصاحف المدنيّة العراقية والعتق القديمة بغير ألف وإثباتها اكثر.
فصل
كذلك اتفقوا على حذف الألف من الحمع السالم الكثير الدور في المذَكر والمؤنّث جميعا " فالمذكر " نحو: العلمين، والصبرين، والصدقين، والفسقين، والمنفقين، والكفرين، والشيطين، والظلمون، الخسرون، والسحرون، والكفرون؛ " المؤنث " نحو المسلمت، والمؤمنت، والطيبت، والخبيث، والكلمت، وفي ظلمت، والظلمت، وبكلمت، والمتصدقت، وثيبت، وبينت، والغرفت، وما كان مثله فأن جاء بعد
1 / 30
الهمزة أو حرف مضعف نحو " السائلين " و" القائمين " و" الخائنين " و" الصائمين " و" الضانّين " و" الضالين " و" العادّين " و" حافّين " وشبه أُثبتت الألف في ذلك على أني تتبعت مصاحف أهل المدينة وأهل العراق العتق القديمة فوجدت فيها مواضع كثيرة مما بعد الألف فيه همزة قد حذفت الألف منها واكثر ما وجدته في جمع المؤنث لثقله والإثبات في المذكر أكثر.
فصل
وما اجتمع فيه الفان من جمع المؤنث السالم فأن الرسم في اكثر المصاحف ورد بحذفها معا سواء كان بعد الألف حرف مضعف أو همزة نحو: الصلحت، والحفظت، والصدقت، والنزعت، والصفت صفا، والنفثت، والعديت، والسبقت، والصمئت، وغيبت، والمنفقت، وتئبت، وسئحت، وشبه وقد أمعنت النظر في ذلك في مصاحف أهل العراق الآصلية إذ عدمت النص غي ذلك فلم أراها تختلف في حذف ذلك.
وقال محمد بن عيسى الاصبهاني في كتابه في هجاء المصاحف " قوم طاغون " في والذاريات والطور و" يلق اثاما " في الفرقان في روضات الجنات " فس عسق وفي النبإ " ولا كذابا " الستّ كلم مرسومة بالألف قال أبو عمرو وكذا رأيتها أنا في مصاحف أهل العراق ورأيت في بعضها في البقرة " كاتب بالعدل، ولا يأب كاتب، ولا يضار كاتب " ولم تجدوا كاتبا " بالألف مثبتة في الأربعة وكذلك في الانفطار " كراما كاتبين " ورأيت ذلك في بعضها بغير
1 / 31