172

مقابسات

المقابسات

پژوهشگر

حسن السندوبي

ناشر

دار سعاد الصباح

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٩٩٢ م

المقابسة الرابعة والثمانون في أن الخلاء يدل عند الأوائل عن مكان عادم جسما طبيعيًا أملى على أبو سليمان أيضًا فقال: الخلاء يدل عند الأوائل على مكان عادم جسمًا طبيعيًا. واختلفوا في وجوده فمنهم من قال: إنه تلا وجود لشيء ما هذه سبيله. منهم أرسطو طاليس وأصحابه، ومنهم من قال بوجوده. ومنهم من قال: هذا المعنى مبثوث في جميع العالم، به يكون الانقباض الانبساط للأجسام، والتخلل والتكاثف، والثقل والخفة، اللطافة والغلظ. ومن أجله يمكن حركة الأجسام، إذ لا يجوز أن يكون حركة في الملإ لما يلزم من مداخلة الأجسام بعضها بعضًا. ومنهم من قال: إن وجوده خارج العالم ولا نهاية له وسبقيته الأجسام التي في هذا العالم، فتعرض لها به المعاني التي ذكرناها. فأما بطلان وجوده عند من رأى ذلك المعنى. بعدًا أعني له طول وعرض وعمق يحصره أبعاد الجسم من قبل أن ينطبق طوله على طوله، وعرضه على عرضه، وعمقه على عمقه. والجسم إنما يشغل هذا المكان بهذه الأبعاد فقط، لا بأنه بارد أو حائر، وأبيض أو أسود، وثقيل أو خفيف، إذا كان أبعاد الجسم يحتاج إلى أبعاد المكان بما هي أبعاد، فأبعاد الخلاء إنما هي أبعاد يحتاج أيضًا أبعاده. ثم الكلام فيه إلى ما لا نهاية.

1 / 290