144

منية المريد

منية المريد

ژانرها

بل هذا مثال العالم بالقسمين معا التارك لما يعرفه وهو عين الغرور فلو ترك هذا العالم جميع ما عرفه واشتغل بأدنى معرفته وبمعرفة ما يحبه ويكرهه لكان ذلك أقرب إلى نيله المراد من قربته والاختصاص به بل تقصيره في العمل واتباعه للشهوات يدل على أنه لم ينكشف له من المعرفة إلا الأسامي دون المعاني إذ لو عرف الله حق معرفته لخشيه واتقاه كما نبه الله عليه بقوله إنما يخشى الله من عباده العلماء (1). ولا يتصور أن يعرف الأسد عاقل ثم لا يتقيه ولا يخافه

وقد أوحى الله تعالى إلى داود (ع) خفني كما تخاف السبع الضاري (2)

. نعم من يعرف من الأسد لونه وشكله واسمه قد لا يخافه وكأنه ما عرف الأسد

وفي فاتحة الزبور رأس الحكمة خشية الله تعالى (3)

فصل 3 في الغرور في طلب العلم والمغترين من أهل العلم

وللعالم في تقصيره في العمل بعد أخذه بظواهر الشريعة واستعمال ما دونه الفقهاء من الصلاة والصيام والدعاء وتلاوة القرآن وغيرها من العبادات ضروب أخر فإن الأعمال الواجبة عليه فضلا عن غير الواجبة غير منحصرة فيما ذكر بل من الخارج عن الأبواب التي رتبها الفقهاء ما هو أهم ومعرفته أوجب والمطالبة به

صفحه ۱۵۴