قال: أنشدكم بالله هل تعلمون يوما أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (( هذا أخي فقد أتاكم )) ثم أقبل عليكم، فقال: (( أما إنه أولكم إيمانا بالله وأقومكم بأمر الله وأوفاكم بعهد الله وأقضاكم بحكم الله وأعدلكم في الرعية وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية، فأنزل الله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}، فكبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكبرتم معه، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اللهم وآل، الله وآل(1) فهل قال ذلك لأحد منكم غيري، فهل تعلمون أن ذلك كذلك؟ قالوا: اللهم، نعم. )) قال: أنشدكم بالله هل تعلمون أن فيكم أحدا أنزل الله فيه سورة من القرآن {هل أتى على الإنسان حين من الدهر} إلى آخرها حين أطعمت يتيما وأسيرا ومسكينا فهل فعل ذلك أحد منكم غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد اعتنقه صلى الله عليه وآله وسلم وبكى وبكيتم جميعا ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه ورفعت رأسي فقلت: يارسول الله بأبي أنت وأمي أحدث حدث من السماء، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لا. فقلت له: عما أبكاك يارسول الله؟ فقال: (( أبكتني ضغائن في صدور قوم لم يظهروها لك إلا من بعدي فلو شهدتك )) فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
ثم قال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك )) فهل قال ذلك لأحد غيري؟ قالوا: اللهم، لا.
قال: فمن شهد ذلك منكم وعلمه ثم كتمه فما أسميه؟ ثم نهض.
صفحه ۲۰