============================================================
المتقى من عصة الأنبياء الغضب وصلابة الايمان، وبين الضجر وبين الجد في إقامة حقوق الله تعالى وبين مطالبة حظ النفس. ثم إنما اكثر الله ذكر موسى ظايل في القرآن لأن اليهود يطعنون على رسول الله بالحسد وكانت1 طباعهم مجبولة على الحسد.
فأثنى الله تعالى على موسى على لسان رسوله إزالة لتهمة الحسد عنه وإلزاما للحجة على اليهود في تسوية ذكر موسى على ما هي في التوراة من غير تفاوت، فيعرفوا آنه ينطق بوحي الله فتلزم الحجة عليهم. ولأن مجاهدة موسى مع الكفار كانت أشد، فإن الأنبياء غير الخليل يجاهدون الكفار الذين لم يكونوا مذعين /(37و) الألوهية" لأنفسهم، وموسى ظل جاهد أغتى خلق الله وأشنعهم دعوى وهو فرعون حيث قال: أنأ ريكم الاقل}3 ثم زاد في عناده وطغيانه فأنكر أن يكون غيره إلها وقال: ما علمث لكم مين إلله غيري} ومن تابعه من قومه بالايمان كان في أفهامهم بلادة لا يعرفون حقائق الأمور بواحدة، حتى قالوا: أجعل لنا إلنها كما لمم 1 وعبدوا العجل ثانيا، واتهموا موسى في التوراة ثالثا، وأبؤا قبول الكتاب رابعا إلى غير ذلك من مشاجراتهم مع موسى ظال، فقص الله تعالى ذكره على نبيه ليتقوى به على الصبر على جفاء قومه. ولهذا قال حين سمع ما يكره: لارحم الله أخي موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصر"2 ولأن في أحواله من وقت ولادته إلى حين مماته من الأعجوبات ما يكون دلالة ظاهرة على كمال قدرة الله وجميل لطفه مع آنبيائه وأحبائه في السلامة عن الآفات ودفع المخاطرات على ما نطق ببعضه القرآن وشرح جملته أهل النقل من أحوال موسى ظايت.
في النسختين: للألوهية.
م: وكان: سورة النازعات، 24879.
) ل: بأن يكون: سورة القصص 138/28 سورة الأعراف، 13887.
7 م: باكبر.
مسند أحمد بن حنبل، 397280/1، 436؛ وصحيح البخاري، الخم 19؛ ويح مسلم، الزكاة 140 141
صفحه ۸۶