============================================================
النتقى من عصة الأتبياء قال الشيخ أبو بكر بن إسحاق1 الكلاباذي حمالله:2 إن نظر الأنبياء عليهم السلام لم يكن إلا للاعتبار، وذلك النظر يوجب لهم الكشوف، وذلك الكشوف يوجب لهم جذبهم عن رؤية العالم فكذلك الخليل صلوات الله عليه، حين نظر إلى الكوكب والقمر والشمس كان نظره نظر اعتبار.4 وسياق الآية دليل عليه حيث قال: وكذالك نرى إبرهير ملكوت الستموت والأرض ال18وا وليكون من الموقنين}. * قال أهل التأويل: قوله اوليكون من الموقنين"1 عطف على فعل محذوف وتقديره- والله أعلم-: اليشاهدنا وليكون من الموقنين". فلما نظر إلى الكوكب نظر معتبر كشف له فغاب سره عن العالم، كما قال بعض أهل الحقيقة: "ما رأيث شيئا إلا ورأيث الله فيه"، فالخليل أولى بذلك. فلما ظهر الكشوف وغاب عن الإحساس بالكوكب قال: "هذا ربي" إشارة إلى شهود الله في سره، ولكن الكشوف ينقضي فيعود إلى حال العلم أو يزول ذلك بأفول الكوكب فقال: لا الحث الافلي}1 ثم لماء رأى القمر4 ازداد له الكشوف على قدر زيادة القمر على الكوكب وشاهد فيه اللطف والربوبية استعظم ذلك فقال: هذا ري ثم لما أعيد إلى حالة العلم من المشاهدة أظهر الافتقار إلى الله تعالى فقال: لين لم يهدنى ريى} بعد إكرامي بالكشوف { لأكونب من القوء الضآلين} :1 بالميل إلى صورة الكوكب والقمر كما ضل من اتخذهما معبودا. ثم لما رأى الشمس ازداد له الكشوف لزيادة ما في 1ل: ابو بكر بن ابي اسحاق.
2هو آبر بكر محمد بن آبي إسحاق إبراهيم بن يمقوب البخاري الكلاباذي، محدث، صوفي، من آهل بخارى، من آثاره: التعرف لمذهب أهل التصوف، وبحر الفوائد الخ توفي سنة 380ها990م. انظر: الجواهر المضية للقرشي، 272/2؛ وتاج التراجم لابن قطلوبغا، ص 87؛ والفوائد البهية للكنوي، ص 161.
3ى: الشمس والقمن ى: الاعتبار سورة الأنعام، 75/6.
6 ى - قال اهل التاويل قوله وليكون من الموقنين.
سورة الأنعام، 76/6.
لى- لماء 6ل- القمرن 1سورة الأنعام، 77/6.
صفحه ۵۲