============================================================
النتفى من عصمة الأنبياء والروح اللطيف وركب فيه الشهوة والحرص والغضب مع الفهم والذهن والعقل فمن اصطفى منهم وهداه بفضله ولطفه فلا أحد يوازنه من المخلوقين في الكرامة. ومن خذله وأهانه فلا شيء أخبث منه. وفي اصطفاء آدم وخذلان إبليس قطغ علم الملائكة في أن يجعلوا صفاء جوهرهم /[8ظ] علة للفضل، حتى علموا أن الحكم لله تعالى في تفضيل خلقه، يعز من يشاء ويذل) من يشاء. فلا يشتغل أحد بالإحاطة على آسرار الربوبية فيصفو لهم التسليم. والتسليم أن يسلم الألوهية لله وحده لا شريك له في ذاته ولا في حكمه ولا في عبادته.
ثم أسجد له ملائكته ابتلاء لهم ليظهر المسلم من المعاند، فظهر عناد ابليس اللمين وتسليم الملائكة أجمعين. وجعل سجود الملائكة له طاعة وعبادة لله تعالى وتحية2 لآدم قال . فبين الله تعالى في كتابه المنزل على حبيبه المرسل امتثال الملائكة وإباء إبليس ولغنه ورجمه فقال: فسبد المليكة كلهم أجمعون . إلا إليس}،1 ليعلم الخلائق أن من تهاون بمن أكرمه الله تعالى يكون ذلك سببا لهوانه وخسرانه، ومن عظم من عظمه الله تعالى أثنى عليه الله تعالى بثنائه.
ثم أسكنه وزوجته جنته فقال: اشكن أنت وزرجك الجنة}.1 وقد كان أخبر ملائكته بأنه جاعل في الأرض خليفة. وكان فيه1 إشارة أنه يخرج منها يوما، كما قال ابن عباس: إن الله تعالي أخرج آدم من إلجنة قبل أن يسكنه فيها، ثم تلا قوله تعالى: {إنى جاعل فى الأزض خليفة8 ثم9 أهبطه إلى الأرض /[9و] لإبانة ما وعد له1 من جغله خليفة في الأرض، 2ل: لله تعالى ى: ويضال: سورة الحجر، 30/15- 21.
1 سورة البقرة، 35/2.
5ى - الله تعالى 1 سورة البقرة، 30/2. انظر: الدر المتثور للسيوطي، 4/1.
ى له
صفحه ۳۴