============================================================
نور الدين الصايوني تحتمل ذلك1 لأنك خلقت على الجدة والصلابة. فقال موسى: إن ساليك عن شىم بعدها فلا تصتحتي قد بلغت من لينى عذرا}.2 ([فهذا] دليل ان موسي عرف بطريق الوحي2 أنه ينتهي صحبته مع العبد في المزة الثالثة وأن العبد في المرة الثالثة مامور بمفارقته. وفي ذلك4 دليل أن مفارقة الاثنين أحدهما عن صاحبه جائز إذا تعذر عليهما تحمل أثقال كل واحد منهما كي لا يؤدي إلى التشاجر وتشويش الأمر وإن كان كل و ا حد منهما بحيت پرغب في صبتهما وقوله تعالى: فأنطلقا حتك إذا أنيا أفل قرية استطعما أهلها).5 قال بعض أهل التأويل: إنهما سألا عنهم1 الطعام، والسؤال عند الحاجة مباح.
لكن هذا التأويل ضعيف إذ لا يليق برفعة حالهما وفراغ أسرارهما عن العلاثق الرغبة في الطعام على وجه يحملهما على السؤال. ولكن قيل: إنهما استطعما أهلها بحالهما1 فإن حالهما8 يخبر9 القوم أنهما محتاجان إلى الطعام، فإن من نزل من المسافرين على قوم ولم يروا10 معه أسباب الطعام لزمهم بحكم المروة أن يطعموه. ويجوز أيضا أنهما استطعما أهلها بالثمن فإن الاستطعام طلب الطعام لا غير. وليس فيه أنهما طلبا مخانا بغير ثمن والذي قال: فأبوا أن يضيفوهما}11 /(61ظ) لا ينفي أن يكون الاستطعام بالثمن، فإن الإنسان إذا وجد الطعام عند مساس الحاجة إليه عذ ذلك ضيافة وإن كان ذلك بثمن غال وقوله تعالى: { فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامة}.12 فيه دليل ان عمارة الأبنية في الدنيا غير محظورة، وقد يصير ذلك من أعمال الآخرة إذا كان ذلك لابتغاء مرضاة الله تعالى كما فعله العبد الصالح. ثم أضاف 1م: ذاك: سورة الكهف، 76/18.
3 م: بوحي الله.
ل: وفيه.
سورة الكهف، 27/18.
ه : بحالتهما.
لم حالتهما.
تخبر 10 ل: على القوم فلم يروا.
11 سورة الكهف، 77/18.
12 سورة الكهف، 77/18.
صفحه ۱۳۱