منتخب در تفسیر قرآن کریم
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
ژانرها
[2.25-27]
25- وإذا كان هذا عقاب الفجار الجاحدين، فالجنة مثوى المؤمنين، فأخبر الذين صدقوا بالله ورسوله وكتابه، وأذعنوا للحق دون شك أو ارتياب، وعملوا الأعمال الصالحة الطيبة - أخبرهم بخبر يسرهم ويشرح صدورهم، وهو أن الله أعد لهم عنده جنات مثمرة تتخللها الأنهار الجارية تحت أشجارها وقصورها، كلما رزقهم الله وهم فى هذه الجنات - رزقا من بعض ثمارها قالوا: إن هذا يشبه ما رزقنا من قبل، لأن هذه الثمرات التى ينالونها تشابه أفرادها فى الصورة والجنس ولكنها تتمايز فى الطعم واللذة، ولهم فيها أيضا زوجات كاملات الطهارة ليس فيهن ما يعاب. وسيبقون فى هذه الجنة فى حياة أبدية لا يخرجون منها.
26- يضرب الله الأمثال للناس لبيان الحقائق العالية، ويضرب بصغائر الأحياء، وكبار الأشياء، وقد عاب من لا يؤمنون ضرب المثل بصغائر الأحياء كالذباب والعنكبوت، فبين الله سبحانه أنه لا يعتريه ما يعترى الناس من الاستحياء، فلا يمنع أن يصور لعباده ما يشاء من أمور بأى مثل مهما كان صغيرا، فيصح أن يجعل المثل بعوضة أو ما فوقها، والذين آمنوا يعلمون وجه التمثيل وأن هذا حق من الله، والذين كفروا يتلقونه بالاستنكار ويقولون: ما الذى أراده الله بهذا المثل؟ وأن هذا المثل يكون سببا لإضلال الذين لا يطلبون الحق ولا يريدونه، ويكون سببا لهداية المؤمنين بالحق الذى يطلبونه، فلا يضل به إلا المنحرفين المتمردين.
27- الذين ينقضون عهد الله - وهم الذين لم يلتزموا عهد الله القوى الذى أنشأه فى نفوسهم بمقتضى الفطرة موثقا بالعقل المدرك ومؤيدا بالرسالة - ويقطعون ما أمر الله به أن يكون موصولا كوصل ذوى الأرحام، والتواد والتعارف والتراحم بين بنى الإنسان، ويفسدون فى الأرض بسوء المعاملات وبإثارة الفتن وإيقاد الحروب وإفساد العمران، أولئك هم الذين يخسرون بإفسادهم فطرتهم وقطعهم ما بينهم وبين الناس ما يجب أن يكون من تواد وتعاطف وتراحم، ويكون مع ذلك لهم الخزى فى الدنيا والعذاب فى الآخرة.
[2.28-32]
28- إن حالكم تثير العجب! كيف تكفرون ولا توجد شبهة تعتمدون عليها فى كفركم؟ ونظرة إلى حالكم تأبى هذا الكفر ولا تدع لكم عذرا فيه، فقد كنتم أمواتا فخلقكم الله ووهبكم الحياة وحسن التقويم، ثم هو الذى يعيدكم أمواتا عند انتهاء أجلكم، ثم يبعثكم أحياء مرة أخرى للحساب والعقاب ثم إليه - لا إلى غيره - تعودون فيحاسبكم ويجازيكم على أعمالكم.
29- وإن الله الذى تجب عبادته وإطاعته هو الذى تفضل عليكم فخلق لمنفعتكم وفائدتكم كل النعم الموجودة فى الأرض، ثم قد توجهت إرادته مع خلقه الأرض بمنافعها إلى السماء فجعل منها سبع سموات منتظمات فيها ما ترون وما لا ترون، والله محيط بكل شئ عالم به.
30- بين - سبحانه - أنه هو الذى أحيا الإنسان ومكن له فى الأرض، ثم بين بعد ذلك أصل تكوين الإنسان وما أودع فيه من علم الأشياء وذكره به، فاذكر يا محمد نعمة أخرى من نعم ربك على الإنسان، وهى أنه قال لملائكته: إنى جاعل فى الأرض من أمكنه منها وأجعله صاحب سلطان فيها وهو آدم وذريته، استخلفهم الله فى عمارة الأرض.
واذكر قول الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها بالمعاصى، ومن يسفك الدماء بالعدوان والقتل لما فى طبيعته من شهوات، بينما نحن ننزهك عما لا يليق بعظمتك، ونظهر ذكرك ونمجدك؟ فأجابهم ربهم: إنى أعلم ما لم تعلموا من المصلحة فى ذلك.
31- وبعد أن خلق الله آدم وعلمه أسماء الأشياء وخواصها ليتمكن فى الأرض وينتفع بها، عرض الله هذه الأشياء على الملائكة وقال لهم: أخبرونى بأسماء هذه الأشياء وخواصها إن كنتم صدقتم فى ظنكم أنكم أحق بخلافة الأرض ولا يوجد أفضل منكم بسبب طاعتكم وعبادتكم.
صفحه نامشخص