186

منتخب در تفسیر قرآن کریم

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

ژانرها

4- إلى الله - وحده - مرجعكم فى الدنيا، ويوم القيامة حين يبعثكم من قبوركم ليجازيكم على أعمالكم، وهو قادر على كل شئ، لأنه كامل القدرة لا يعجز عن شئ من الأشياء.

5- إن الناس يطوون صدورهم كاتمين لما يجول فيها، مجتهدين فى كتمانهم، زاعمين أن عاقبة ذلك أن تستخفى خلجات صدورهم عن الله! ألا فليعلم هؤلاء أنهم إن آووا إلى فراشهم لابسين لباس النوم، فاستتروا بظلام الليل والنوم وطى ما فى الصدور، فإن الله عليم بهم، فى سرهم وعلنهم، لأنه يعلم ما يصاحب الصدور ويطوى فيها.

6- وليعلم هؤلاء أن قدرة الله ونعمه وعلمه شاملة لكل شئ، فلا توجد دابة تتحرك فى الأرض إلا وقد تكفل الله سبحانه برزقها المناسب لها فى مختلف البيئات تفضلا منه، ويعلم مكان استقرارها فى حال حياتها، والمكان الذى تودع فيه بعد موتها.. كل شئ من ذلك مسجل عنده سبحانه فى كتاب موضح لأحوال ما فيه.

[11.7-11]

7- والله خلق السموات والأرض وما فيهما فى ستة أيام، ومن قبل ذلك لم يكن الوجود أكثر من عالم الماء، ومن فوقه عرش الله. وقد خلق الله هذا الكون ليظهر بالاختبار أحوالكم - أيها الناس - ليظهر منكم من يقبل على الله بالطاعة والأعمال الحسنة، ومن يعرض عن ذلك.. ومع هذه القدرة الخالقة إن قلت لهم مؤكدا: أنهم سيبعثون من قبورهم، وأنهم خلقوا ليموتوا ويبعثوا، سارعوا إلى الرد عليك مؤكدين أن هذا الذى جئتهم به لا حقيقة له، وما هو إلا كالسحر الواضح الذى يلعب بالعقول.

8- ولئن اقتضت حكمتنا تأخير عذاب كفرهم فى الدنيا إلى وقت محدد عندنا هو يوم القيامة، ليقولون مستهزئين: ما الذى يمنعه عنا الآن؟ فليأت به إن كان صادقا فى وعيده. ألا فليعلم هؤلاء أن العذاب آت حتما، وأنه لا خلاص لهم منه حين يأتيهم، وأنه سيحيط بهم بسبب استهزائهم واستهتارهم.

9- وإن من طبيعة الإنسان أن تستغرق نفسه الحال التى يكون عليها، فإذا أعطيناه بعض النعم رحمة منا كالصحة والسعة فى الرزق، ثم نزعنا بعد ذلك هذه النعمة لحكمة منا، أسرف فى يأسه من عودة هذه النعمة إليه، وأسرف فى كفره بالنعم الأخرى التى لا يزال يتمتع بها.

10- وإننا لو أعطينا الإنسان نعمة بعد ضر لحق به، فإنه يقول: ذهب ما كان يسوؤنى ولن يعود ويحمله ذلك على شدة الفرح بمتاع الدنيا، وعلى المبالغة فى التفاخر على الغير، فينشغل قلبه عن شكر ربه، هذا هو شأن غالب بنى الإنسان: مضطرب بين اليأس والتفاخر.

11- ولا يخلو من هذا العيب إلا الذين صبروا عند الشدائد، وعملوا الصالحات فى السراء والضراء. هؤلاء لهم مغفرة من الذنوب وأجر كبير على أعمالهم الصالحة.

[11.12-16]

صفحه نامشخص