منتخب در تفسیر قرآن کریم
المنتخب في تفسير القرآن الكريم
ژانرها
[7.168-171]
168- وقد فرقناهم فى الأرض جماعات: منهم الصالحون، وهم الذين آمنوا واستقاموا، ومنهم أناس منحطون عن وصف الصلاح، وقد اختبرناهم جميعا بالنعم والنقم ليتوبوا عما نهوا عنه.
169- فجاء من بعد الذين ذكرناهم وقسمناهم إلى القسمين، خلف سوء ورثوا التوراة عن أسلافهم ولكنهم لم يعملوا بها، لأنهم يأخذون متاع الدنيا عوضا عن قول الحق، ويقولون فى أنفسهم: سيغفر الله لنا ما فعلناه. يرجون المغفرة. والحال أنهم إن يأتهم شئ مثل ما أخذوه يأخذوه. فهم مصرون على الذنب مع طلب المفغرة، ثم وبخهم الله على طلبهم المغفرة مع إصرارهم على ما هم عليه، فقال: إنا أخذنا عليهم العهد فى التوراة، وقد درسوا ما فيها، أن يقولوا الحق، فقالوا الباطل، وإن نعيم الدار الآخرة للذين يتقون المعاصى خير من متاع الدنيا. أتستمرون على عصيانكم فلا تعقلون أن ذلك النعيم خير لكم، وتؤثرون عليه متاع الدنيا؟
170- والذين يتمسكون بالتوراة، وأقاموا الصلاة المفروضة عليهم، إنا لا نضيع أجرهم، لإصلاحهم وإحسانهم الأعمال.
171- رد الله على اليهود فى قولهم: إن بنى إسرائيل لم تصدر منهم مخالفة فى الحق، فقال: واذكر لهم - أيها النبى - حين رفعنا الجبل فوق رؤوس بنى إسرائيل كأنه غمامة، وفزعوا لظنهم أنه واقع عليهم، وقلنا لهم - فى حالة الرفع ورهبتهم - خذوا ما أعطيناكم من هدى فى التوراة بجد وعزم على الطاعة، وتذكروا ما فيه لعلكم تعتبرون وتتهذب نفوسكم بالتقوى.
[7.172-175]
172- بين الله هنا هداية بنى آدم بنصب الأدلة فى الكائنات، بعد أن بينها عن طريق الرسل والكتب، فقال: واذكر - أيها النبى - للناس حين أخرج ربك من أصلاب بنى أدم ونسلهم وما يتوالدون قرنا بعد قرن، ثم نصب لهم دلائل ربوبيته فى الموجودات، وركز فيهم عقولا وبصائر يتمكنون بها من معرفتنا، والاستدلال بها على التوحيد والربوبية، حتى صاروا بمنزلة من قيل لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بل أنت ربنا شهدنا بذلك على أنفسنا، لأن تمكينهم من العلم بالأدلة وتمكنهم منه فى منزلة الإقرار والاعتراف. وإنما فعلنا هذا لئلا تقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا التوحيد غافلين لا نعرفه.
173- أو تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبلنا، وكنا ذرية لهم فاقتدينا بهم، أفتؤاخذنا يا رب فتهلكنا بما فعل المبطلون من آبائنا بتأسيس الشرك الذى جرونا إليه.. فلا حجة لكم.
174- ومثل ذلك البيان الحكيم نبين لبنى آدم الدلائل على وجود الله، ليرجعوا عن مخالفتهم وتقليد المبطلين.
175- ثم ضرب الله مثلا للمكذبين بآياته المنزلة على رسوله، فقال: واقرأ - أيها النبى - على قومك خبر رجل من بنى إسرائيل آتيناه علما بآياتنا المنزلة على رسلنا، فأهملها ولم يلتفت إليها، فأتبعه الشيطان خطواته، وسلط عليه بإغوائه فصار فى زمرة الضالين.
صفحه نامشخص