258

منصف

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

ناشر

دار إحياء التراث القديم

شماره نسخه

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

سال انتشار

أغسطس سنة ١٩٥٤م

الواو "فَعِلت أفعَل" بمنزلة "خِفت أخاف"، ويجوز أن يكون "كِدت أَكاد" من الياء بمنزلة "هِبت أَهاب"؛ لأنهم قد قالوا في المصدر: "كَيْدا"، فالواو والياء فيه لغتان. أصل لَيْسَ "لَيِسَ": قال أبو عثمان: وأما "ليس" فأصلها "ليس"١، ولكنها أُسكنت من نحو "صيد البعير" ولم يقلبوها؛ لأنهم لم يريدوا أن يقولوا فيها "يفعَل" ولا شيئا من أمثلة الفعل٢، فتركوها على حالها بمنزلة "لَيْتَ"٣. قال أبو الفتح: قد صح أن "ليْس" فعل لقولهم: "لَسْتُ ولسنا، كقُمتُ وقمنا" وإذا ثبت٤ أنها فعل قد يخلو من أن تكون في الأصل فعَل، أو فعُل، أو فعِل، فلا يجوز أن تكون كانت "فعُل" لأنه ليس في ذوات الياء "فعُل"، إنما ذاك في الواو خاصة نحو "طال فهو طويل". ولا يجوز أن تكون كانت "فَعَلَ"؛ لأن ما كانت عينه مفتوحة لم يجز فيه إسكانها. ألا ترى أنه لا يسكن نحو "ضرب، وقتل" كما يسكن "كرُم، وعلِم" فيقال: "كرْم زيد، وعلْم بكر"، وإنما ذاك لخفة الفتحة، وقد تقدم القول في هذا فلا بد من أن يكون "فعِل" وأصلها "لَيِسَ" كما يقولون: "صَيْد البعير" وأصلها "صَيِدَ"، ويقولون أيضا: "صَيِدَ" على الأصل.

١ في هامش ص وحدها ما يأتي: حاشية: ليس فعل، و"فعل" قد تسلب حركتها، و"فعل" لا توجد مسكنة. ٢ ظ، ش: الأمر. ٣ ش: ليست. ٤ ظ: ثبتت، وهو خطأ.

1 / 258