160

منصف

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

ناشر

دار إحياء التراث القديم

ویراست

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

سال انتشار

أغسطس سنة ١٩٥٤م

فالجواب عن١ ذلك: أن الوصل من المواضع التي تُجْرَى فيها الأشياء على أصولها، وأن الوقف من مواضع التغيير والبدل، ألا ترى أن منهم من يقول في الوصل: "هذه أفعى يا فتى" بالألف كما يجب، فإذا٢ وقف قال: "هذه أفعَيْ" فيبدل الألف ياء. ومنهم من يقول: "أفْعَوْ" فيبدلها واوا. وأنشدوا:
تبشري بالرفه والماء الروي
وفرج منك قريب قد أتي
وقال الآخر:
إن لطي نسوة تحت الغضي
يمنعهن الله ممن قد طغي
بالمشرفيات وطعن بالقني
في٣ كله بالياء. ويقولون في الوصل: "رِوًى يا فتى، وغضا، وقنا"، ويقولون في الوصل: "هذا بكرٌ، ومررت ببكرٍ"٤، فإذا وقفوا فمنهم من يقول: "هذا بَكُرْ، ومررت ببَكِرْ"٤، فينقل الحركة إلى ما قبل حرف الإعراب. ويقول بعضهم في الوقف: "هذا خالدّ، وهو يجعلّ"، فيشدد الحرف في الوقف، فإذا وصل رده إلى التخفيف.
وقرأت على أبي بكر محمد بن الحسن، أو سمعته٥ يُقرأ عليه عن ثعلب:

١ ظ، ش: على.
٢ ظ، ش: وإذا.
٣ في: ساقط من ظ، ش.
٤، ٤ ساقط من ظ، ش.
٥ أو سمعته: ضائع في التصوير من ص.

1 / 160