منصف
المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني
ناشر
دار إحياء التراث القديم
شماره نسخه
الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ
سال انتشار
أغسطس سنة ١٩٥٤م
قيل: "محبب" شاذ لا يقاس عليه، وقياس مَحَبّ كمَرَدّ، ومَسَدّ. ولكن الأسماء الأعلام قد تغير كثيرا عما١ عليه غيرها مما ليس علما نحو قولهم: "رجاء بن حيوة، وثُهَلُل ومَزْيد، ومَكْوزة، ومعديكرب، ومَوْهب، وموظب، ومورق" وغير ذلك. وقياس حيوة: حية، وثهلل: ثَهَلّ، ومزيد: مَزَاد، ومكْوَزة: مكازة، ومعديكرب: معدي كرب؛ لأن ما اعتل لامه لم يبن منه مَفْعِل -بكسر العين- إنما يجيء مفتوح العين نحو المشتى والمغزى والمحيا والمرمى، ولا يقولون: المشتِي ولا المغزِي ونحوهما.
وقياس "مَوْهَب، ومورق، وموظب: مَوْهِب، ومورق، وموظب"؛ لأن ما كانت فاؤه واوا بابه أن يجيء على مفعل -بكسر العين- لا فتحها نحو "موضع، وموعد". وحكى الكوفيون "موضعا" بفتح الضاد، وأحرفا أخر وهو شاذ.
فلما كانت الأعلام قد تغير كثيرا عما عليه أكثر الأسماء، وكان "محبب" علما، جاز٢ فيه إظهار التضعيف كما جاز في غير٣ ما ذكرنا.
فإن قال قائل: فإن "مهددا" اسم٤ علم، وهو اسم امرأة، قال الأعشى:
وما ذاك من عشق النساء٥ وإنما ... تناسيت قبل اليوم خلة مهددا٦
فما تنكر أن يكون مَهْدَد، مثل: مَحْبَب، إذ هو عَلَم مثله فيكون حينئذ مَفْعَلا؟ قيل: إنما قلنا في محبب: إنه مَفْعَل؛ لأنه من الحب لا غير٧. وهذا
_________
١ ظ، ش: كما.
٢ ظ، ش: كان.
٣ ص، ظ: غيره.
٤ ظ، ش: أيضا، بدل: اسم.
٥ وما ذاك من عشق النساء: ساقط من ظ، ش.
٦ خلة مهددا: ضائع من ص في التصوير.
٧ لا غير: زيادة من ظ، ش. وفوق: "الحب" في ص علامة تدل على أن "لا غير" مستدرك في الهامش، غير أنه لم يظهر في التصوير.
1 / 142