قال أبو محمد: هذا مما أحتذي عليه وإن فارق ما قصد به إليه.
وقال المتنبي:
وَهَبْكَ سَمحْتَ حتى لا جَوادٌ ... فكيفَ علوْتَ حتّى لا رَفيعا
قوله: وهبك سمحت حتى لا جواد لم أستغرب ألا يكون جواد يقاس به ولم يجوز أن يكون رفيع أرفع منه وسبب رفعته ما خبرنا به بأنه لا جواد يشاركه في جوده. ويليها قصيدة أولها:
أحقُ عافٍ بدمعِكَ الهممُ ... أحْدثُ شَيء عَهدًا بها القِدَمُ
ينظر إلى قول البحتري:
بكى آماله لمَّا رآها ... عِيانًا وهي دراسةُ الرُّسُومِ
يقول فيها:
إِني وإنْ لمتُ حاسديَّ فما ... أنكُرُ أني عُقوبةٌ لهُمُ
هذا يشبه قول أبي زرعة:
ومالتْ حسادُ الأميرِ وقَدْ رأوا له ... فوق أعناقِ المكارمِ معرْسا
وقال المتنبي:
وكيفَ لا يحسدُ إمرؤ عَلَمٌ ... لَهُ على كُل هامةٍ قَدَمُ
معناه موجود في قول ابن دريد:
والناسُ فوق رؤوسهم أقدامنا ... لا ينطبقُ الأقوام ما لمْ تَنْطِقُ