187

منصف سارق

المنصف للسارق والمسروق منه

پژوهشگر

عمر خليفة بن ادريس

ناشر

جامعة قار يونس

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٩٩٤ م

محل انتشار

بنغازي

بهذه المعاني ولا سيما مع زهد الناس في الأدب في هذا العصر وما قاربه وإنما يكتب أشعارهم لقربها من الأفهام وإنّ الخواص في معرفتها كالعوام فقد صار صاحبها بمنزلة صاحب الصوت المطرب يستميل أمّة من الناس لاستماعه وإن جهل الألحان وكسر الأوزان وقائل الشعر الحوشي بمنزلة المغنّي الحاذق بالنغم غير المطرب الصوت يعرض عنه إلا من عرف فضله على أنه إذا وقف على فضل صنعته لم يصلح لمجالس اللذات إنما يجعل معلمًا للمطربات من القينات يفوقهن بحذقه ويستمتع بخلوفهن دون حلقه ليسلمن من الخطأ في صناعتهن ويطربن بحسن أصواتهن. وقال المتنبي: حَشاي على جمر ذَكيٍّ من الهوى ... وَعيْناي في رَوْضٍ من الحُسن تَرْتعُ أخذه من خالد الكاتب حيث يقول: بأيِّ ذنبٍ إِليه ... أطال حُزني عليه قالوا نَراك سَقيمًا ... فَقُلْتُ مِنْ مُقْلتيه في النّار قَلْبي، وَعَينْي ... في الرّوضَ مِنْ وَجْنتيْه وهذا من نقل القصير إلى الطويل الكثير، ومثله لبعض المحدثين: وكانَ طَرْفي مِنْهُ في جَنَّةٍ ... وكانَ قَلبي مِنْه في نارِ

1 / 287