وهذا يدخل في باب المساواة لا له ولا عليه. وقال المتنبي:
أين الأكاسرة الجبابرة الألى ... كنزوا الكُنوز فما بَقَيْنَ ولا بَقُوا
قال أبو العتاهية:
أين الأولى كنزوا الكُنوز وأتقنوا ... أنْ القرون بنو القرون الماضية
دَرجُوا فأصبحت المنازلُ منهم ... عُطلًا وأصبحت المساكن خالية
وأبو الطيب جاء بالمعنى واللفظ الطويل في الموجز القليل وهو أولى بما أخذ.
وقال المتنبي:
من كُلّ من ضَاق الفَضاءُ بجيشه ... حتى ثَوى فَحواهُ لحْدٌ ضَيِّقُ
هذا من قول أشجع:
وأصبح في لحدٍ من الأرضِ ضَيِّقٍ ... وكانَتْ به حَيًّا تضيق الصَّحاصِحُ
فجعل أبو الطيب الأرض تضيق بجيشه، وأشجع جعل الضيق به وحده فبيته أرجح وأمدح فهو أولى للسبق بما قال. وقد قال أبو العتاهية:
شهواتُ الدنيا ... عوافهن المكاره
يسع القبر شخصًا ... من لم يسعه المهامه