منقذ
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
ژانرها
ولكنها ضرورية ضرورة اللغة والإدراك الحسي، لا بد من البدء بها للوصول إلى المعرفة الحقيقية، من المستحيل تجاوزها وتخطيها، لكن من يبقى فيها لن يمكنه أن يخرج من كهفه، من يستسلم لإغرائها لن ينفذ من عالم الظواهر إلى عالم الحقائق «بتعبير كانط!»، لن يتجاوز نقص التربية والاستنارة أو التكوين «أبايدويزيا»
10
إلى التربية الحقة، وهي الهدف الأصلي كما حدده رمز الكهف ...
فمتى تتحول نفس الإنسان بكليتها؟ ومتى تتكون أو «تتربى» التربية الحقة؟ ومتى تبلغ عتبة ما هو حق؟ بل ما هو أكثر حقيقة وتكشفا ووضوحا؟
11 (الجمهورية 474ح، 5، وما بعدها).
عندما تصل إلى المستوى الثالث فتدخل مرحلة الحرية الرحبة، والمعرفة المطلقة، والحقيقة الناصعة.
انطلق المسجون إلى خارج الكهف، حطم آخر أغلاله، لكن هل يكفي تحطيم القيد لكي يكتسب الحرية؟ إن الحرية لا تبدأ إلا بالتحول نحو الإعداد لتحويل اتجاه الإنسان بكليته وفي صميم ماهيته، فإنها لا تتم إلا في هذا الأفق المضيء، حيث الشمس «مثال المثل» تفيض الدفء وتهب الخير، أي تمنح كل الموجودات المقدرة على أن توجد.
تلك هي الخطوة الحاسمة، غادر السجين كهفه، أمكنه أن ينتشل نفسه من عالم الحس المشترك والرأي الشائع «والموقف الطبيعي»، أخذها بالصبر والجهد على التحول بكليتها نحو الموجود الحق.
لم يعد هناك ضوء صناعي شاحب، بل نور الشمس في وضح النهار. لم تعد هناك ظلال وأصداء، بل واقع حقيقي وطبيعة حية. الانتقال هنا أشد إيلاما مما سبقه، لأن رؤية الوجود الأصلي تؤلم العين التي لم تتعود الرؤية بعد. وأين ألم العين التي رأت النار الصناعية بعد رؤية الظلال من ألم العين التي تتطلع الآن إلى نور الشمس؟
لا مفر إذا من أن يعود نفسه على توجيه البصر إلى الأرض «وهذا هو المستوى الثالث» قبل أن يرفعها إلى السماء، وينظر للشمس نفسها «وهو المستوى الرابع». سيمكنه في الحالة الأولى أن يرى كل ما يزدهر وينمو في ضوء الشمس ودفئها. ولأن «التحول الكلي» لم يتم بعد، فمن الأنسب لعينه ونفسه أن ينظر إلى ظلال الأشياء قبل أن يستطيع التعود على رؤية الأشياء نفسها، أن يرى انعكاس النجوم في الماء قبل أن يرفع بصره للنجوم. إنه يستضيء بنور الشمس والنجوم «التي تعبر عن المثل» ولكنه يزال عاجزا عن رؤية المثل الأصلية؛ ولهذا يكتفي بإدراك نسخها أو صورها على هيئة تصورات أو مفاهيم. فانعكاس النجوم على سطح الماء يعبر عن انعكاس المثل في التصورات والمفاهيم، وكل ما يزدهر وينمو في ضوء الشمس يعبر عن آثار العلة الوجودية «أو الخير المطلق» على الأرض. إنه يقف الآن على حدود العلم الجزئي، ومعرفته معرفة وسط بين المعرفة التجريبية «العلية» والمعرفة العقلية «الماهوية». وهي تتم بطريقة رياضية - فرضية استنباطية - وتستخلص المفاهيم «كالتساوي والتدوير والاستقامة وسائر النسب والعلاقات » من الأشياء الحسية. ولهذا تتجه من أعلى إلى أسفل، ولهذا أيضا سماها معرفة الفهم «ديانويا»
صفحه نامشخص