منقذ
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
ژانرها
ثلاثة مجالات تكون لب الفلسفة الأفلاطونية:
عالم الكينونة والصيرورة والضرورة الذي يشتاق للوجود الحق «المثل».
المثل أو الصور النموذجية والموجودات المطلقة الثابتة التي تشارك في الخير المشترك بينها.
الله أو الخير المطلق، وهو القوة المحركة «الدينامية» للوجود والصيرورة والكون، وهو الذي يوجد كثرة المثل ويفيض الخير عليها وعلى كل شيء.
1
والنفس وحدها هي التي تقطع هذا الطريق الشاق من عالم الكينونة إلى عالم المثل إلى عالم الله. إنها تنتمي إلى عالم الكينونة، ولكنها لا تكف عن السعي إلى معرفة الوجود الحق. تسبح في نهر الظواهر والتجربة، لكنها لا تريد أن تغرق فيه.
كيف نوضح هذا؟ برمز الكهف «أمثولته أو تشبيهه». فهو الرمز الحي الملموس لنظرية المثل، ونظرية الحب الفلسفي «الأيروس» الذي يدفع النفس لعبور الهوة، للعلو من الصيرورة إلى الوجود، من الجهل إلى العلم، من العبودية إلى الحرية.
والرمز يصور قصة، قصة جهد وصراع. وصراع الموج عسير، قد نغرق فيه أو ننجو، فلينظر كل منا كيف سينقذ نفسه، إخوته ومدينته والعالم كله. وإذا سقط المنقذ؟ لا ضير، فالمنقذ يتحمل قدره، والقدر ينادي في صمت: هو أمر حياة أو موت.
سقراط: والآن، قارن طبيعتها من وجهة نظر التربية ونقص التربية بمثل هذه التجربة. تأمل هذا: أناس يقيمون تحت الأرض في مسكن أشبه بالكهف، مدخله الممتد إلى أعلى يواجه ضوء النهار. في هذا المسكن يقيمون منذ الطفولة، مقيدين بالأغلال من سيقانهم ورقابهم بحيث يبقون في نفس الموضع، فلا يملكون إلا النظر إلى الأمام ليروا ما يواجههم. إنهم - بسبب هذه القيود والأغلال - عاجزون عن التلفت برءوسهم «والنظر» فيما حولهم. في إمكانهم مع ذلك أن يبصروا نورا يأتي من أعلى ومن بعيد، وإن كان ينبعث من نار تلمع خلفهم. بين النار وبين المقيدين بالسلاسل «أي في ظهورهم» يمتد في الجهة العلوية طريق بني على طوله - تصور هذا! - جدار منخفض شبيه بالحواجز التي يقيمها المهرجون «أصحاب الألعاب البهلوانية والعرائس المتحركة» أمام الناس ليعرضوا عليهم ألعابهم.
قال: هذا ما أراه. - تأمل كذلك كيف يعبر الناس على طول هذا الجدار الصغير حاملين مختلف الأشياء من تماثيل وصور من الحجر والخشب وغير ذلك مما يصنع البشر، فيتحدث بعضهم مع بعض كما هو منتظر، ويمر البعض الآخر صامتين. - صورة غريبة هذه التي تتكلم عنها، هكذا قال، ومساجين من نوع غريب.
صفحه نامشخص