٣٠ -
(وَإذَا كُنْتَ المِقْدَامُ فَلاَ ... تَجْزَعْ فِي الحَرْبِ مِنَ الرَّهَجِ)
وَإِذا كنت الْمِقْدَام أَي الْكثير الْإِقْدَام على الْعَدو لشجاعتك وأل فِيهِ للْعهد العلمي على سَبِيل الادعاء أَي الْكَامِل فِي الْإِقْدَام أَو الِاسْتِغْرَاق الْمجَازِي الْجَامِع لخصائص جنس الْمِقْدَام كَمَا فِي قَوْلك أَنْت الرجل علما فَلَا تجزع إِي تضطرب وَفِي نُسْخَة فَلَا تلوي أَي تعرض فِي الْحَرْب أَي الْقِتَال من أجل الرهج أَي الْغُبَار أَي كن فِي جدك ونشاطك قوي الْقلب بِاللَّه نَافِذ الْعَزْم فِيمَا تطلب. . كالمقدام الَّذِي لَا يردهُ عَن مقْصده راد وَإِن عظم وَإِذا كنت كَذَلِك فَلَا تجزع فِي مجاهدتك الشَّيْطَان وَالنَّفس ومخلفتها الشبيهة بِالْحَرْبِ من الْعَوَارِض الشبيهة بالرهج فِي الدناءة. . كوسوسة الشَّيْطَان وَهوى النَّفس لِأَنَّهُمَا يَقُولَانِ لَك إِن كنت خلقت سعيدا لم يَضرك ترك الْعلم وَالْعَمَل أَو شقيا لم ينفعاك وادفع هَذِه الشُّبْهَة بِأَن تَقول إِنَّمَا أَنا عبد الله وعَلى العَبْد الِامْتِثَال لعبوديته والرب يحكم مَا يَشَاء وَيفْعل مَا يُرِيد وَلِأَن الْعلم وَالْعَمَل ينفعاني كَيفَ مَا كنت لِأَنِّي إِن كنت سعيدا ازددت بهما ثَوابًا أَو شقيا فَلَا ألوم نَفسِي وَلِأَن الله لَا يعاقبني على الطَّاعَة بِكُل حَال وَلَا تضرني على أَنِّي إِن دخلت النَّار وَأَنا مُطِيع أحب إِلَيّ من أَن أدخلها وَأَنا عَاص فَكيف ووعده حق وَقَوله صدق. . وَقد وعد على الطَّاعَة الثَّوَاب وَبِمَا تقرر ظهر لَك إِن الْحَرْب مستعارة لمجاهدة الشَّيْطَان وَالنَّفس بِجَامِع الْمَشَقَّة وَإِن الرهج مستعار للخواطر الْوَارِدَة على الْقلب مِنْهُمَا بِجَامِع الدناءة وَهَذِه الِاسْتِعَارَة مرشحة للأولى لِأَن الرهج من
1 / 107