٢٢ -
(فَكُنْ المَرْضِيَّ لَهَا بِتُقًى ... تَرْضَاهُ غَدًا وتكُونُ نَجِي)
فَكُن الكفو المرضي لَهَا تبقى بِمَعْنى التَّقْوَى وتاؤها بدل من الْوَاو وواو تقوى بدل من الْيَاء بِدَلِيل الْوِقَايَة فيهمَا أَي بِسَبَب تقى مِنْك ترضاه بِأَن ترَاهُ مَقْبُولًا أَي مثابا عَلَيْهِ لموافقته الشَّرْع غَدا أَي يَوْم الْقِيَامَة وَأَصله غدو حذفت واوه بِلَا عوض وَفِي نُسْخَة هوى أَي هَوَاك تكون بِهِ هُنَاكَ نجي بِالْوَقْفِ بِحَذْف الْحَرَكَة وَالْألف على لُغَة ربيعَة أَي نجيا من المكروهات ... وَجعل السَّبَب فِيمَا ذكر التَّقْوَى لِأَنَّهَا أعظم الْخِصَال وأنفعها وَلِهَذَا وصّى الله بهَا الْأَوَّلين والآخرين فَقَالَ ﴿وَلَقَد وصينا الَّذين أُوتُوا الْكتاب من قبلكُمْ وَإِيَّاكُم أَن اتَّقوا الله﴾ وَفِي الْخَبَر جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي
فَقَالَ أوصني فَقَالَ عَلَيْك بتقوى الله فَإِنَّهَا جماع كل خير وَعَلَيْك بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّة الْمُسلم وَعَلَيْك بِذكر الله فَإِنَّهُ نور لقلبك وحقيقتها اجْتِنَاب مَا يخَاف مِنْهُ ضَرَر فِي الدّين وَفِي الْبَيْت التتميم فِي غَدا وَشبه الجناس وَلما رغب فِي فعل الطَّاعَة بِمَا مر بِتِلَاوَة الْقُرْآن وَغَيرهَا فَقَالَ
1 / 89