47

Debates of Ibn Taymiyyah with the Jurists of His Time

مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره

ناشر

دار الكتاب العملي

سال انتشار

۱۴۰۵ ه.ق

﴿ثم صرفكم عنهم ليبتليكم، وقد عفا عنكم، والله ذو فضل على المؤمنين﴾(١).

ابن مطهر : إن عائشة كانت في كل وقت تأمر بقتل عثمان وتقول في كل وقت: اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً، ولما بلغها قتله فرحت بذلك.

ابن تيمية : أين النقل الثابت عن عائشة رضي الله عنها بذلك؟ وأن المنقول عن عائشة رضي الله عنها يكذب ذلك، ويبين أنها أنكرت قتله ودعت على أخيها محمد وغيره لمشاركتهم في ذلك.

ويقال: هب أن أحداً من الصحابة - عائشة أو غيرها - قال في ذلك كلمة على وجه الغضب لإنكاره بعض ما ينكر فليس قوله حجة، ولا يقدح في إيمان القائل ولا المقول له، بل قد يكون كلاهما ولياً لله تعالى من أهل الجنة، ويظن أحدهما جواز قتل الآخر بل يظن كفره، وهو مخطئ في هذا الظن.

ابن مطهر : أي ذنب لعلي في قتله؟.

ابن تيمية : تناقض منك. فإنك تزعم أن علياً رضي الله عنه ممن يستحل قتله وقتاله، وممن ألب عليه وقام بذلك، فإن علياً قد نسبه إلى قتل عثمان رضي الله عنه كثير من شيعته وشيعة عثمان رضي الله عنه. وجماهير الإسلام يعلمون كذب الطائفتين على علي رضي الله عنه، والرافضة تقول إن علياً رضي الله عنه كان ممن يستحل قتل عثمان رضي الله عنه، بل وقتل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وترى أن الإعانة على قتله من الطاعات والقربات، فكيف يقول من هذا اعتقاده أي ذنب كان لعلي في ذلك؟ وإنما يليق هذا التنزيه لعلي رضي الله عنه بأقوال أهل السنة، لكن الرافضة من أعظم الناس تناقضاً.

ابن مطهر : أجمعوا على قتل عثمان.

ابن تيمية : هذا كذب فإن الجمهور لم يأمروا بقتله ولا رضوه، ولم يكن أكثر المسلمين بالمدينة بل كانوا بالأمصار - من بلد المغرب إلى خراسان - ولم

(١) آل عمران (١٥٢/٣).

47