سمعتك تدعوهم إلى التضامن والاتحاد، ولكن أخلاق الأدباء - وبنفسي أبدأ - تضيق بذلك، قد عرفوا بذلك منذ كانوا؛ ولهذا يقول لهم عبد الحميد في موضع آخر من تلك الرسالة: وتحابوا في صناعتكم. فلولا تباغضهم ما أوصاهم بذلك.
ما أفلحت يا أسمر في ندوتك إلا لأنك وحدك، ولو كان لك فيها شريك لفسدت. لا أنسى أبدا قول طانيوس عبدو حين فصم عرى شركته مع أحدهم:
الحمد لله لا شريك له
وأحمد الله ليس لي شركا
وأتمنى من كل قلبي أن يقع نداؤك في آذان ليس فيها وقر؛ حتى لا يقال فينا: لقد أسمعت ... فنحن معشر يصح فينا قول المتنبي مع بعض التحريف: «يهدم» بعضنا بعضا ويمشي
أواخرنا على هام الأوالي
وقبل وبعد، فليتك تجمعهم، فلعل أحدا يحس بوجودهم، وإذا لم يتجمعوا فلا تيأس: إن لبنان بلد النسور، والنسور لا تكون قط أسرابا ... وكما في السماء كذلك على الأرض.
عالية، 7 / 5 / 1951م
الأدباء البرجعاجيون
كتب إلي ناشئ من إحدى مدارس بيروت يسألني:
صفحه نامشخص