مونادولوجیا
المونادولوجيا والمبادئ العقلية للطبيعة والفضل الإلهي
ژانرها
بعض النفوس، كما دعموا الزعم الفاسد، الذي قال به بعض ذوي العقول من الأدعياء،
36
الذين حاربوا خلود نفوسنا البشرية.
37 (5)
توجد بين إدراكات الحيوانات علاقة ارتباط تشبه من بعض الوجوه الاستنتاج العقلي (أو العقل)، ولكن هذه العلاقة لا تقوم إلا على تذكر الوقائع أو النتائج، لا على المعرفة بالعلل (أو الأسباب). ولهذا يهرب الكلب من العصا التي ضرب بها؛ لأن الذاكرة تصور له الألم الذي سببته له هذه العصا. وبقدر ما يتصرف الناس تصرفا تجريبيا؛ أي في ثلاثة أرباع أفعالهم، فهم لا يتصرفون إلا كما تتصرف الحيوانات،
38
ولهذا نتوقع مثلا أن يطلع النهار في الغد؛ لأن الناس قد جربت ذلك دائما، أما الفلكي فإنه يتنبأ به على أسس عقلية. غير أن هذا التنبؤ نفسه سيخيب في نهاية الأمر، عندما تبطل
39
علة النهار التي ليست خالدة على الإطلاق.
ولكن الاستنتاج العقلي الصحيح يعتمد على الحقائق الضرورية أو الأبدية (الخالدة)، مثل حقائق المنطق والحساب والهندسة التي تؤلف بين الأفكار برباط لا يتطرق إليه الشك، كما تؤدي إلى نتائج لازمة لا تتخلف. والكائنات الحية التي لا تلاحظ لديها هذه النتائج تسمى حيوانات، أما الكائنات الحية التي تعرف هذه الحقائق الضرورية، فهي التي تستحق أن تسمى حيوانات عاقلة، كما تسمى نفوسها عقولا. هذه النفوس قادرة على التأمل، قدرتها على اعتبار
صفحه نامشخص