وأما عن أولاده فقد خلّف كلًاّ من قاضي القضاة علاء الدين، وشرف الدين. وقد وليا بعده المدرسة المسمارية (١).
أما علاء الدين: فهو قاضي القضاة أبو الحسن علي بن المنجّى التنوخي.
ولد ليلة النصف من شعبان سنة سبع وسبعين وستمائة. سمع من الفخر علي، وطائفة فأكثر، ودرَّس في الصدرية والمسمارية، وولي القضاء. وكان خيّرًا عفيفًا زاهدًا (٢).
وأما شرف الدين: فهو أبو عبدالله محمد بن زين الدين المنجّى التنوخي.
ولد سنة خمس وسبعين وستمائة. سمع الحديث، ودرس، وأفتى. ودرس في المسمارية. وتوفي ليلة الاثنين رابع شوال سنة أربع وعشرين وسبعمائة (٣).
نشأته وطلبه للعلم:
لا تسعفنا المصادر بمعلومات مفصلة عن صباه وشبابه، إلا من الواضح أنه تلقى العلم على يد والده عز الدين، ونهل من علومه وآدابه، وكذلك من علماء عصره الذين خلفوا شيخ الحنابلة الكبير الإمام الموفق ابن قدامة (ت ٦٢٠ هـ).
وقد سمع من السخاوي صحيح مسلم (٤)، وسمع من التاج القرطبي والرشيد بن مسلمة والقرطبي وجماعة.
وتفقه على أصحاب جده أبو المعالي أسعد بن المنجى وأصحاب الشيخ موفق الدين.
وقرأ الأصول على كمال الدين التفليسي. وقرأ النحو على ابن مالك (٥).
_________
(١) البداية والنهاية ٧: ٣٤٥. الدارس ٢: ٧٣.
(٢) ترجمه الذهبي في معجم الشيوخ ٢: ٥٩ - ٦٠، وابن رجب في الذيل على الطبقات ٢: ٤٤٧، وابن حجر في الدرر الكامنة ٣: ٢٠٩، وابن كثير في البداية والنهاية ١٤: ٢٠٠.
(٣) له ترجمة في معجم الشيوخ للذهبي ٢: ٢٨٩ - ٢٩٠، وذيل الطبقات لابن رجب ٢: ٣٧٧، والبداية والنهاية ١٤: ١٠١، والدرر الكامنة ٥: ٣٥.
(٤) الوافي ٢٦: ٧٦ أ.
(٥) شذرات الذهب ٥: ٤٣٣، وذيل طبقات الحنابلة ٢: ٣٣٢، والوافي ٢٦: ٧٧ ب.
1 / 12