المؤمن للشيخ الثقة الجليل الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي من أصحاب الأئمة أبى الحسن الرضا، أبي جعفر الجواد، أبى الحسن الهادي عليهم السلام المتوفى بقم تحقيق ونشر مدرسة الإمام المهدي عليه السلام قم المقدسة
صفحه ۱۴
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.
1 - باب شدة ابتلاء المؤمن 1 - عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في قضاء الله عز وجل كل خير للمؤمن 1.
2 - وعن الصادق عليه السلام: إن المسلم لا يقضي الله عز وجل قضاء إلا كان خيرا له، [وان ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له 2].
ثم تلا هذه الآية: " فوقاه الله سيئات ما مكروا " 3، ثم قال: أما 4 والله لقد تسلطوا عليه وقتلوه، فأما ما وقاه الله فوقاه الله أن يعتو 5 في دينه 6.
3 - وعن الصادق عليه السلام قال: لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الاجر، لتمني أن يقرض بالمقاريض 7.
4 - عن سعد 8 بن طريف قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجاء جميل الأزرق، فدخل عليه، قال: فذكروا بلايا الشيعة وما يصيبهم، فقال أبو
صفحه ۱۵
جعفر " عليه السلام ": إن أناسا أتوا علي بن الحسين عليهما السلام وعبد الله بن عباس فذكروا لهما نحوا مما ذكرتم، قال: فأتيا الحسين بن علي عليهما السلام فذكرا له ذلك، فقال الحسين عليه السلام: والله البلاء، والفقر والقتل أسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين 1، ومن السيل إلى صمره، قلت: وما الصمرة؟ 2.
قال: منتهاه، ولولا أن تكونوا كذلك لرأينا أنكم لستم منا 3.
5 - وعن الأصبغ بن نباتة قال: كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام قاعدا، فجاء رجل فقال: يا أمير المؤمنين والله إني لأحبك [في الله] 4 فقال: صدقت، إن طينتنا مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم فاتخذ للفقر جلبابا، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: والله يا علي إن الفقر لأسرع (أسرع - خ) إلى محبيك من السيل إلى بطن الوادي. 5 6 - عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الشياطين أكثر على المؤمن الزنابير على اللحم 6.
7 - وعن أحدهما عليهما السلام قال: ما من عبد مسلم ابتلاه الله عز وجل بمكروه وصبر إلا كتب الله له أجر ألف شهيد 7.
8 - وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ما أحد من شيعتنا يبتليه الله عز وجل ببلية فيصبر عليها إلا كان له أجر ألف شهيد 8.
صفحه ۱۶
9 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: فيما أوحى الله إلى موسى (ع) أن: يا موسى ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن، واني إنما أبتليه لما هو خير له، [وأعطيه لما هو خير له] 1، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليرض بقضائي، وليشكر نعمائي، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري 2.
10 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان لموسى بن عمران أخ في الله، وكان موسى يكرمه ويحبه ويعظمه، فأتاه رجل فقال: أني أحب أن تكلم لي هذا الجبار، وكان الجبار ملكا من ملوك بني إسرائيل، فقال: والله ما أعرفه ولا سألته حاجة قط، قال: وما عليك من هذا!
لعل الله عز وجل يقضي حاجتي على يدك، فرق له، وذهب معه من غير علم موسى، فأتاه ودخل عليه، فلما رآه الجبار أدناه وعظمه، فسأله حاجة الرجل فقضاها له، فلم يلبث ذلك الجبار أن طعن فمات، فحشد في جنازته أهل مملكته، وغلقت لموته أبواب الأسواق لحضور جنازته.
وقضي من القضاء أن الشاب المؤمن أخا موسى مات يوم مات ذلك الجبار وكان أخو موسى إذا دخل منزله أغلق عليه بابه فلا يصل إليه أحد، وكان موسى إذا أراده فتح الباب عنه ودخل عليه، وان موسى نسيه 3 ثلاثا، فلما كان اليوم الرابع ذكره موسى، فقال: قد تركت أخي منذ ثلاث " فلم آته " ففتح عنه الباب ودخل عليه، فإذا الرجل ميت! وإذا دواب الأرض دبت عليه فتناولت من محاسن وجهه، فلما رآه موسى عند ذلك، قال: يا رب عدوك حشرت له الناس، ووليك أمته فسلطت عليه دواب الأرض تناولت من محاسن وجهه!؟ فقال الله عز وجل: يا موسى إن وليي سأل هذا
صفحه ۱۷
الجبار حاجة فقضاها له، فحشدت له أهل مملكته للصلاة عليه لأكافئه عن المؤمن بقضاء حاجته، ليخرج من الدنيا وليس له عندي حسنة أكافئه عليها، وان هذا المؤمن سلطت عليه دواب الأرض لتتناول من محاسن وجهه لسؤاله ذلك الجبار، وكان لي غير رضى ليخرج من الدنيا وماله عندي ذنب 1.
11 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى إذا كان من أمره ان يكرم عبدا وله عنده ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ابتلاه بالحاجة، فان هو لم يفعل شدد عليه (عند / خ) الموت، وإذا كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة أصح بدنه، فان هو لم يفعل وسع في معيشته، فان هو لم يفعل هون عليه الموت 2.
12 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: وعزتي لا اخرج لي عبدا من الدنيا أريد رحمته إلا استوفيت كل سيئة هي له، اما بالضيق في رزقه، أو ببلاء في جسده، وأما خوف ادخله عليه، فان بقي عليه شئ شددت عليه الموت.
- وقال عليه السلام - وقال الله: وعزتي لا اخرج لي عبدا من الدنيا وأريد عذابه إلا استوفيته كل حسنة له إما بالسعة في رزقه، أو بالصحة في جسده واما بأمن ادخله عليه فان بقي عليه شئ هونت عليه الموت 3.
13 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: مر نبي من أنبياء بني إسرائيل برجل بعضه تحت حائط وبعضه خارج منه، فما كان خارجا منه قد نقبته الطير ومزقته الكلاب، ثم مضى ووقعت (رفعت - خ) له مدينة فدخلها، فإذا هو بعظيم من عظمائها ميت على سرير مسجى بالديباج حوله المجامر 4، فقال: يا رب انك حكم عدل لا تجور،
صفحه ۱۸
(ذاك ظ) عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمته بتلك الميتة، وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمته بهذه الميتة فقال (الله) عز وجل: عبدي أنا كما قلت حكم عدل لا أجور، ذاك عبدي كانت له عندي سيئة وذنب فأمته بتلك الميتة لكي يلقاني ولم يبق عليه شئ، وهذا عبدي كانت له عندي حسنة فأمته بهذه الميتة لكي يلقاني وليس له عندي شئ 1.
14 - عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه رفعه 2 قال: بينما موسى يمشي على ساحل البحر، إذ جاء صياد فخر للشمس ساجدا، وتكلم بالشرك، ثم ألقى شبكته فأخرجها مملوءة، فأعادها فاخرجها مملوءة ثم أعادها فأخرج مثل ذلك حتى اكتفى ثم مضى، ثم جاء آخر فتوضأ ثم قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه، ثم ألقى شبكته فلم تخرج شيئا، ثم أعاد فلم تخرج شيئا، ثم أعاد فخرجت سمكة صغيرة، فحمد الله وأثنى عليه وانصرف.
فقال موسى: يا رب عبدك جاء فكفر بك وصلى للشمس وتكلم بالشرك، ثم ألقى شبكته، فأخرجها مملوءة، ثم أعادها فأخرجها مملوءة، ثم أعادها فأخرجها مثل ذلك حتى اكتفى وانصرف، وجاء عبدك المؤمن فتوضأ وأسبغ الوضوء ثم صلى وحمد ودعا وأثنى، ثم ألقى شبكته فلم يخرج شيئا، ثم أعاد فلم يخرج شيئا، ثم أعاد فأخرج سمكة صغيرة فحمدك وانصرف!؟
فأوحى الله إليه: يا موسى انظر عن يمينك فنظر موسى فكشف له عما أعده الله لعبده المؤمن فنظر، ثم قيل له: يا موسى انظر عن يسارك فكشف له عما أعده الله لعبده الكافر فنظر، ثم قال الله (تعالى): يا موسى ما نفع هذا ما أعطيته، ولا ضر هذا ما منعته. فقال موسى، يا رب حق لمن عرفك أن يرضى بما صنعت 3.
صفحه ۱۹
15 - عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: رأس طاعة الله (عز وجل) الرضا بما صنع الله إلى العبد فيما أحب وفيما أكره، [ولم يصنع الله بعبد شيئا 1] الا وهو خير. 2 16 - عن يونس بن رباط قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن أهل الحق منذ ما كانوا في شدة، أما إن ذلك إلى مدة قريبة 3 وعافية طويلة 4.
17 - عن سماعة قال: سمعته 5 يقول: ان الله عز وجل جعل وليه غرضا لعدوه في الدنيا 6.
18 - عن المفضل بن عمر، قال : قال رجل لأبي عبد الله الصادق عليه السلام وأنا عنده: إن من قبلنا يقولون: إن الله إذا أحب عبدا نوه منوه من السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيلقي الله المحبة (له) في قلوب العباد، وإذا أبغضه نوه منوه من السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، فيلقي الله له البغضاء في قلوب العباد.
قال: وكان عليه السلام متكئا فاستوى جالسا، ثم نفض كمه، ثم قال: ليس هكذا، ولكن إذا أحب الله عز وجل عبد أغرى به الناس ليقولوا ما ليس فيه يؤجره ويؤثمهم [وإذا أبغض عبدا ألقى الله عز وجل له المحبة في قلوب العباد ليقولوا ما ليس فيه ليؤثمهم (و) إياه] 7.
ثم قال: من كان أحب إلى الله تعالى من يحيى بن زكريا؟ ثم أغرى جميع من رأيت، حتى صنعوا به ما صنعوا، ومن كان أحب إلى الله عز وجل من الحسين بن علي عليهما السلام؟ أغرى به حتى قتلوه! ومن كان أبغض إلى الله من أبي فلان وفلان؟
صفحه ۲۰
ليس كما قالوا 1.
19 - عن زيد الشحام قال: قال الصادق عليه السلام:
ان الله عز وجل إذا أحب عبدا أغرى به الناس 2.
20 - عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عز وجل أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع (الأولى)، أيسرها عليه: مؤمن مثله يحسده، والثانية: منافق يقفو أثره، والثالثة، شيطان يعرض له يفتنه ويضله، والرابعة: كافر بالذي آمن به يرى جهاده جهادا، فما بقاء المؤمن بعد هذا 3؟!
21 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام: ان العبد المؤمن ليكرم على الله عز وجل، حتى لو سأله الجنة وما فيها أعطاها إياه، ولم ينقص ذلك من ملكه شئ ولو سأله موضع قدمه من الدنيا حرمه، وان العبد الكافر ليهون على الله عز وجل لو سأله الدنيا وما فيها، أعطاها إياه، ولم ينقص ذلك من ملكه شئ، ولو سأله موضع قدمه من الجنة حرمه.
وان الله عز وجل ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية ويحميه كما يحمي الطبيب المريض 4.
22 - عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان لله عز وجل ضنائن 5 من خلقه، يضن بهم عن البلاء، يحييهم في عافية ويرزقهم في عافية ويميتهم في
صفحه ۲۱
عافية، [ويبعثهم في عافية، ويدخلهم 1 الجنة في عافية] 2.
23 - عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان لله عز وجل من خلقه عبادا، ما من بلية تنزل من السماء، أو تقتير في الرزق الا ساق إليهم، ولا عافية أو سعة في الرزق إلا صرف عنهم (و) لو أن نور أحدهم قسم بين أهل الأرض جميعا لاكتفوا به 3.
24 - عن يزيد بن خليفة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما قضى الله تبارك وتعالى لمؤمن (من) قضاء الا جعل له الخيرة فيما قضى 4.
25 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله يذود 5 المؤمن عما يكره مما يشتهي، كما يذود الرجل البعير عن إبله 6 ليس منها 7.
26 - وعنه عليه السلام قال: إن الرب ليتعاهد المؤمن، فما يمر به أربعون صباحا إلا تعاهده إما بمرض في جسده، وإما بمصيبة في أهله وماله أو بمصيبة من مصائب الدنيا ليأجره الله عليه 8.
27 - عن ابن حمران 9 قال: سمعته يقول: ما من مؤمن يمر به أربعون ليلة إلا وقد يذكر بشئ يؤجر عليه، أدناه هم لا يدري من أين هو؟ 10.
صفحه ۲۲
28 - وعن أبي عبد الله عليه السلام: لا يصير على المؤمن أربعون صباحا إلا تعاهده الرب تبارك وتعالى بوجع في جسده، أو ذهاب ماله، أو مصيبة يأجره الله عليها 1.
29 - وعنه عليه السلام قال: ما فلت المؤمن من واحدة من ثلاث، أو جمعت عليه الثلاثة 2: أن يكون معه من يغلق عليه بابه في داره، أو جار يؤذيه أو من في طريقه إلى حوائجه [يؤذيه ظ]، ولو أن مؤمنا على قلة جبل لبعث الله شيطانا يؤذيه، ويجعل الله له من إيمانه انسا.
30 - عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه، ويذكره به 5 و 6 31 - عن أبي الصباح 7 قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، فشكى إليه رجل، فقال: عقني ولدي وخوتي 8 وجفاني إخواني، فقال أبو عبد الله (ع) ان للحق دولة، وللباطل دولة، وكل واحد منهما ذليل في دولة صاحبه وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل أن يعقه ولده واخوته، ويجفوه إخوانه، وما من مؤمن يصيب رفاهية في دولة الباطل الا ابتلي في بدنه أو ماله أو أهله، حتى يخلصه الله تعالى من السعة التي كان أصابها في دولة الباطل، ليؤخر به حظه في دولة الحق، فاصبروا وأبشروا 9.
صفحه ۲۳
32 - عن علي بن الحسين وأبي جعفر عليهما السلام قالا: إن المؤمن ليقال لروحه - وهو يغسل -: أيسرك أن تردي إلى الجسد الذي كنت فيه؟ فتقول: ما أصنع بالبلاء، والخسران، والغم؟! 1.
33 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الله عز وجل: يا دنيا مري على عبدي المؤمن بأنواع البلايا، وما هو فيه من أمر دنياه، وضيقي عليه في معيشته، ولا تحلو لي له فيسكن إليك 2.
34 - عن الصباح بن سيابة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما أصاب المؤمن من بلاء فبذنب؟ قال: لا ولكن ليسمع أنينه وشكواه، ودعاؤه الذي يكتب له بالحسنات، وتحط عنه السيئات وتدخر له يوم القيامة 3.
35 - وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن الله عز وجل ليعتذر إلى عبده المحوج (الذي) ظ كان في الدنيا - كما يعتذر الأخ إلى أخيه - فيقول: لا وعزتي وجلالي ما أفقرتك لهوان كان بك علي، فارفع هذا الغطاء، فانظر ما عوضتك من الدنيا، فيكشف له، فينظر ما عوضه الله عز وجل من الدنيا، فيقول: ما ضرني يا رب مع ما عوضتني 4.
36 - وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: نعم الجرعة الغيظ لن صبر عليها، فإن عظيم الاجر لمع 5 عظيم البلاء، وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم 6.
37 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى،
صفحه ۲۴
والسعة، والصحة في البدن، فأبلوهم بالغنى والسعة والصحة في البدن، فيصلح لهم أمر دينهم.
وقال: ان من العباد لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم، الا بالفاقة، و المسكنة، والسقم في أبدانهم، [فأبلوهم بالفقر والفاقة، والمسكنة، والسقم في أبدانهم] 1، فيصلح لهم (عليه - خ) أمر دينهم 2.
38 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: أخذ [الله] 3 ميثاق المؤمن على ألا يصدق في مقالته، ولا ينتصف من عدوه 4.
39 - وعن أبي جعفر (ع) قال: إن الله عز وجل إذا أحب عبدا غثه 5 بالبلاء غثا، وثجه 6 بالبلاء ثجا، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي، لبيك عبدي، لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر، ولئن ذخرت لك فما ادخرت لك خير لك 7.
40 - عن أبي حمزة قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ثابت 8 إن الله إذا أحب عبدا غثه بالبلاء غثا، وثجه به ثجا، وانا وإياكم لنصبح به 9 ونمسي 10.
صفحه ۲۵
41 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحواريين شكوا إلى عيسى ما يلقون من الناس وشدتهم عليهم، فقال: إن المؤمنين لم يزالوا مبغضين، و إيمانهم كحبة القمح ما أحلى مذاقها، وأكثر عذابها 1.
42 - عن عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
إن أردتم أن تكونوا إخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس، وإلا فلستم لي بأصحاب 2.
43 - عن محمد بن عجلان قال: كنت عند سيدي أبي عبد الله عليه السلام: فشكى إليه رجل (الحاجة) 3، فقال: اصبر فإن الله عز وجل يجعل لك فرجا، ثم سكت ساعة، ثم أقبل على الرجل فقال:
أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ قال: أصلحك الله ضيق منتن، وأهله بأسوأ حالة، فقال عليه السلام: إنما أنت في السجن، تريد أن تكون في سعة؟ أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن 4.
44 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله إذا أحب عبدا بعث إليه ملكا فيقول: اسقمه وشدد البلاء عليه فإذا برأ من شئ فابتله لما هو أشد منه وقوي عليه، حتى يذكرني، فإني أشتهي أن أسمع دعاءه (نداءه - خ)، وإذا أبغض عبدا وكل به ملكا فقال: صححه، وأعطه كي لا يذكرني، فإني لا أشتهي أن أسمع صوته 5.
45 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد يكون له عند ربه درجة
صفحه ۲۶
لا يبلغها بعمله فيبتلى في جسده [أو يصاب في ماله] 1، أو يصاب في ولده، فان هو صبر بلغه الله إياها 2.
46 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله و سلم: عجبا للمؤمن، إن الله لا يقضي قضاء إلا كان خيرا له، فان ابتلي صبر، وان أعطي شكر 3.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: (جاء - خ) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر مثله سواء 4.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطي الآخرة الا من أحب، وإن المؤمن ليسأل الرب موضع سوط في الدنيا فلا يعطيه إياه، ويسأله الآخرة فيعطيه ما شاء، ويعطي الكافر في الدنيا ما شاء ويسأل في الآخرة موضع سوط فلا يعطيه إياه 5.
48 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله عز وجل: عبدي المؤمن لا أصرفه في شئ الا جعلت ذلك خيرا له، فليرض بقضائي، وليصبر على بلائي.
وليشكر على نعمائي، أكتبه 6 في الصديقين عندي 7.
49 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا تسألوني عما ضحكت؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عجبت للمرء المسلم أنه ليس من قضاء يقضيه الله له الا كان خيرا له في عاقبة أمره 8.
صفحه ۲۷
50 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: إنه ليكون للعبد منزلة عند الله عزو جل، لا يبلغها إلا بإحدى الخصلتين، إما ببلية في جسمه، أو بذهاب ماله 1.
صفحه ۲۸
2 - باب ما خص الله به المؤمنين من الكرامات والثواب 51 - عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا جالس (عنده) ظ عن قول الله تعالى : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها 1 " أيجري لهؤلاء ممن [لا] 2 يعرف منهم هذا الامر؟ قال: إنما هي للمؤمنين خاصة 3.
52 - عن يعقوب بن شعيب قال: سمعته 4 يقول: ليس لأحد على الله ثواب على عمل إلا للمؤمنين 5.
53 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله، لكل عمل سبعمائة ضعف وذلك قول الله عز وجل " يضاعف لمن يشاء " 7.
54 - وعن أبي عبد الله 8 عليه السلام قال: إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض.
وقال: إن المؤمن ولي الله يعينه ويصنع له، ولا يقول على الله إلا الحق،
صفحه ۲۹
ولا يخاف غيره.
وقال: إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان، فلا يزال الله عليهما مقبلا بوجهه، والذنوب تتحات عن وجوههما 1 حتى يفترقا (يتفرقا - خ) 2.
55 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل لا يوصف، وكيف يوصف! وقد قال الله عز وجل: " وما قدروا الله حق قدره 3 " فلا يوصف بقدر 4 إلا كان أعظم من ذلك، وإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يوصف وكيف يوصف عبد رفعه الله عز وجل إليه وقربه منه، وجعل طاعته في الأرض كطاعته فقال عز وجل: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " 5 ومن أطاع هذا فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه؟!
وإنا لا نوصف، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس؟! - وهو الشرك - والمؤمن لا يوصف، وان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه، فلا يزال الله عزو جل ينظر إليهما، والذنوب تتحات عن وجوههما (جسميهما - خ) كما يتحات الورق عن الشجرة 7.
56 - عن مالك الجهني قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام، وقد حدثت نفسي بأشياء، فقال لي: يا مالك أحسن الظن بالله ولا تظن أنك مفرط في أمرك، يا مالك: إنه لا تقدر على صفة رسول الله صلى الله عليه وآله [و كذلك لا تقدر على صفتنا] 8، وكذلك لا تقدر على صفة المؤمن، يا مالك: إن المؤمن يلقى أخاه فيصافحه، فلا يزال الله عز وجل ينظر إليهما، والذنوب تتحات عن
صفحه ۳۰
وجوههما حتى يفترقا وليس عليهما من الذنوب شئ فكيف تقدر على صفة من هو هكذا؟ 1 57 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا التقى المؤمنان كان بينهما مائة رحمة، تسع وتسعون لأشد هما حبا لصاحبه 2.
58 - عن أبي عبيدة 3 قال: زاملت أبا جعفر عليه السلام إلى مكة، [فكان إذا نزل صافحني] 4، وإذا ركب صافحني، فقلت: جعلت فداك، كأنك ترى في هذا شيئا؟ فقال: نعم، إن المؤمن إذا لقى أخاه فصافحه تفرقا من غير ذنب 5.
59 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: [فكما] 6 لا تقدر الخلائق على كنه صفة الله عز وجل فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم، وكما لا تقدر على كنه صفة الرسول صلى الله عليه وآله كذلك لا تقدر على كنه صفة الامام، وكمالا تقدر على كنه صفة الامام كذلك لا يقدرون على كنه صفة المؤمن 7.
60 - عن صفوان الجمال قال: سمعته 8 يقول: ما التقى مؤمنان قط فتصافحا إلا كان أفضلهما إيمانا أشدهما حبا لصاحبه.
وما التقى مؤمنان قط فتصافحا، وذكر الله فيفترقا 9 حتى يغفر الله لهما، إن شاء الله 10.
صفحه ۳۱
61 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد، إن ربك يقول: من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة 1.
وما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل أداء الفرائض، وإنه ليتنفل لي حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها 2.
وما ترددت في شئ أنا فاعله، كترددي في موت (فوت - خ) عبدي المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته 3.
وإن من المؤمنين من لا يسعه إلا الفقر، ولو حولته إلى الغنى كان شرا له، و منهم من لا يسعه إلا الغنى ولو حولته إلى الفقر لكان شرا له 4.
وإن عبدي ليسألني قضاء الحاجة، فأمنعه إياها لما هو خير له 5.
62 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله عز وجل: من أهان لي وليا فقد ارصد لمحاربتي.
وما تقرب إلي عبد بمثل ما افترضت عليه، وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته.
وما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في موت المؤمن، يكره الموت 6 [وأنا
صفحه ۳۲
أكره مساءته 1.
63 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقول الله عز وجل: من أهان لي وليا فقد ارصد لمحاربتي، وأنا أسرع شئ في نصرة أوليائي، وما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن إني لأحب لقاءه فيكره الموت فأصرفه عنه]، وإنه ليسألني فاعطيه، وإنه ليدعوني فأجيبه، ولو لم يكن في الدنيا إلا عبد مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي، ولجعلت له من إيمانه انسا لا يستوحش إلى أحد 2.
64 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: لو كانت ذنوب المؤمن مثل رمل عالج، ومثل زبد البحر لغفرها الله له فلا تجتروا 3.
65 - وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: يتوفى المؤمن مغفورا له ذنوبه [ثم قال: إنا] 4 والله جميعا 5.
66 - وعن أبي الصامت قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقال:
يا أبا الصامت، ابشر، ثم ابشر، ثم ابشر، ثم قال لي: يا أبا الصامت إن الله عز وجل يغفر للمؤمن وإن جاء بمثل ذا ومثل ذا وأومى إلى القباب قلت: وإن جاء بمثل تلك القباب، فقال: إي والله، ولو كان بمثل تلك القباب إي والله " مرتين " 6.
67 - وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت بمكة 7 له: إن لي حاجة، فقال: تلقاني بمكة، فلقيته، فقلت: يا بن رسول الله إن لي حاجة؟ فقال: تلقاني بمنى،
صفحه ۳۳