بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه نستعين
(١ - مُقَدّمَة النَّاظِم)
أقولُ مِن بَعدِ افتِتَاحِ القولِ بِحمدِ ذِي الطَّوْلِ شديدِ الحَولِ وبَعدَهُ فأفضَلُ السّلامِ على النّبيّ سَيّدِ الأنَامِ وءالِهِ الأطهَارِ خيرِ ءالِ فافهَم كَلامي واستَمِعْ مَقَالي
1 / 3
يَا سَائِلي عَن الكَلامِ المُنتَظِمْ حَدًّا ونَوعًا وَإِلَى كَمْ يَنقَسِمْ اسمَع هُدِيتَ الرُّشدَ مَا أقولُ وافهَمْهُ فَهمَ مَن لهُ مَعقُولُ
(٢ - بَاب تَعْرِيف الْكَلَام)
حدُّ الكَلامِ مَا أفادَ المُستَمِعْ نحوُ سَعَى زَيدٌ وعَمروٌ مُتَّبِعْ ونَوعُهُ الَّذِي عليهِ يُبنَى اسمٌ وفِعلٌ ثمَّ حرفُ مَعنَى
1 / 4
(٣ - بَاب معرفَة الِاسْم)
فالاسمُ مَا يَدخُلُهُ مِنْ وَإِلَى أَو كانَ مَجرورًا بِحتّى وعَلَى مثَالُهُ زيدٌ وخَيلٌ وغَنَمْ وذَا وتلكَ وَالَّذِي ومَنْ وكَمْ
(٤ - بَاب معرفَة الْفِعْل)
والفِعلُ مَا يَدخُلُ قَدْ والسّينُ عليهِ مِثلُ بَانَ أَو يَبِينُ أَو لَحِقَتْهُ تاءُ مَن يُحدّثُ كقولِهم فِي لَيسَ لستُ أَنفُثُ
1 / 5
أَو كانَ أمرا ذَا اشتِقَاقٍ نحوُ قُلْ ومثلُهُ ادخُلْ وانبَسِطْ واشرَبْ وكُلْ
(٥ - بَاب معرفَة الْحَرْف)
والحرفُ مَا ليستْ لهُ عَلامَهْ فَقِسْ على قَولي تَكُنْ عَلامَهْ مثالُهُ حتّى وَلَا وَثُمَّا وَهل وبَل ولَو ولَم ولَمَّا
(٦ - بَاب النكرَة والمعرفة)
وَالِاسْم ضربَانِ فضَربٌ نَكِرَهْ والآخَرُ المعرِفَةُ المُشتَهِرَهْ
1 / 6
فَكلُّ مَا رُبَّ عليهِ تَدخُلُ فإنهُ مُنَكَّرٌ يَا رَجُلُ نحوُ غُلامٍ وكتابٍ وطَبَقْ كقولِهِم رُبَّ غُلامٍ لي أَبَقْ ومَا عَدا ذلكَ فَهْوَ مَعرِفَهْ لَا يَمتَري فيهِ الصّحيحُ المَعرِفَهْ مِثَالُهُ الدَّارُ وزَيدٌ وأنَا وذَا وتلكَ وَالَّذِي وذُو الغِنَى وءالةُ التَّعريفِ أَلْ فمَن يُرِدْ تَعريفَ كَبْدٍ مُبهَمٍ قالَ الكَبِدْ
1 / 7
وقالَ قومٌ إنّها اللامُ فقطْ إذْ ألِفُ الوَصلِ مَتى تُدرَجْ سَقَطْ
(٧ - بَاب قسْمَة الْأَفْعَال)
وَإِن أردتَ قِسمَةَ الأفعالِ لِينجَلي عنكَ صَدَا الإشكَالِ فَهْيَ ثَلاثٌ مَا لهُنَّ رابعُ ماضٍ وفِعلُ الأمرِ والمُضارِعُ فكلُّ مَا يَصلُحُ فيهِ أَمسِ فإنهُ ماضٍ بغيرِ لَبْسِ
1 / 8
وحُكمُهُ فَتحُ الأخيرِ منهُ كَقولِهِم سَارَ وبَانَ عنهُ
(٨ - بَاب معرفَة الْأَمر)
والأمرُ مبنيٌّ على السُّكُونِ مِثَالُهُ احذَرْ صَفْقَةَ المَغبُونِ واحذف حُرُوف الْعلَّة الْمَشْهُورَة أَنَّى أَتَتْ مِنْ فِعْلِها مَذْكورَهْ مِنْ أول أَوْ وَسَطٍ أَو آخِرِ إذِا أَوَّلٍ أَوْ وَسَطٍ أَو آخِرِ إذِا غَدَوْتَ آمِرًا لآخَرِ تَقُولُ كُلْ واغدُ ومَارِ عَمْرا واعْمَلْ لِرَبِّ العالمينَ شُكْرًا
1 / 9
وإنْ تَلاهُ أَلِفٌ وَلامُ فَاكسِرْ وقُلْ لِيَقُمِ الغُلامُ وإنْ أَمَرتَ مَنْ سَعى ومَن غَدَا فأَسقِطِ الحَرفَ الأخيرَ أبَدَا تقولُ يَا زيدُ اغدُ فِي يومِ الأحَدْ واسعَ إِلَى الخَيراتِ لُقِّيتَ الرَّشَدْ وَهَكَذَا قَولُكَ فِي ارمِ مِنْ رَمَى فَاحذُ على ذلكَ فِيمَا اسْتُبهِما والأمرُ مِنْ خَافَ خَفِ العِقَابَا ومِنْ أجَادَ أجِدِ الجَوَابَا
1 / 10
وَإِن يكُن أمرُكَ للمُؤنَّثِ فقُلْ لهَا خَافي رِجَالَ العَبَثِ
(٩ - بَاب أحرف المضارعة)
وَإِن وَجدتَ همزَةً أَو تَاءَ أَو نُونَ جَمعٍ مُخْبِرٍ أَو يَاءَ قد أُلحِقَتْ أوَّلَ كلِّ فِعلِ فإنهُ المُضارِعُ المُستَعلي وليسَ فِي الأفعالِ فِعلٌ يُعرَبُ سِواهُ والتّمثيلُ فيهِ يَضرِبُ والأحرُفُ الأربَعةُ المُتَابَعَهْ مُسَمَّياتٌ أحرُفَ المُضَارَعَهْ
1 / 11
وسِمطُهَا الحَاوي لهَا نَأَيْتُ فاسمَعْ وَعِ القَولَ كَمَا وَعَيتُ وضَمُّها مِن أصلِهَا الرُّباعي مثلُ يُجيبُ مِن أجابَ الدَّاعِي ومَا سِواهُ فَهْيَ منهُ تُفْتَتَحْ وَلَا تُبَلْ أخَفَّ وَزنًا أم رَجَحْ مثَالُهُ يذهَبُ زيدٌ ويَجِي ويَستَجِيشُ تَارَةً ويَلتَجِي
(١٠ - بَاب معرفَة الْإِعْرَاب)
وإنْ تُرِدْ أَن تعرِفَ الإعرَابَا لتَقتفي فِي نُطقِكَ الصَّوَابا
1 / 12
فإنهُ بالرفعِ ثمّ الجَرِّ والنَّصبِ والجَزمِ جَميعًا يَجري فالرفعُ والنّصبُ بِلَا مُمَانعِ قد دَخَلا فِي الاسمِ والمُضَارِعِ والجرُّ يَستَأثِرُ بالأسمَاءِ والجَزمُ فِي الفعلِ بِلا امتِرَاءِ فالرفعُ ضَمُّ ءاخرِ الحُروفِ والنّصبُ بالفتحِ بِلَا وُقوفِ والجَرُّ بالكسرةِ للتَّبيينِ والجَزمُ فِي السَّالِمِ بالتَّسكينِ
1 / 13
(١١ - بَاب)
ونَوِّنِ الاسمَ الفَريدَ المُنصَرِفْ إِذا دَرَجتَ قَائلًا وَلم تَقِفْ وقِفْ على المنصوبِ منهُ بالألفْ كمِثلِ مَا تَكتُبُهُ لَا يَختَلفْ تَقولُ عَمرٌو قد أضَافَ زيدا وخَالدٌ صَادَ الغَدَاةَ صَيدًا وتُسقِطُ التَّنوينَ إنْ أضَفتَهْ أَو إنْ يَكنْ باللامِ قَدْ عَرَّفتَهْ
1 / 14
مِثَالُهُ جاءَ غُلامُ الوَالي وأقبَلَ الغُلامُ كَالغَزَالِ
(١٢ - فصل فِي الْأَسْمَاء السِّتَّة المعتلة المضافة)
وسِتّةٌ تَرفَعُهَا بالواوِ فِي قولِ كُلّ عَالمٍ ورَاوِي والنَّصبُ فِيهَا يَا أُخَيَّ بالألفْ وجَرُّهَا بالياءِ فاعرِفْ واعتَرِفْ وَهْيَ أخُوكَ وَأَبُو عِمرَانَا وذُو وَفُوكَ وَحَمُو عُثمَانَا
1 / 15
ثمّ هَنُوكَ سادسُ الأسماءِ فاحفَظْ مَقالي حِفْظَ ذِي الذَّكاءِ والياءُ وَالواوُ جَمِيعًا والألفْ هُنَّ حروفُ الاعتِلالِ المُكتَنِفْ.
(١٣ - فصل فِي الْأَسْمَاء المنقوصة)
والياءُ فِي القَاضِي وَفِي المُستَشرِي ساكنَةٌ فِي رَفعِهَا والجَرِّ وتُفتَحُ الياءُ إِذا مَا نُصِبَا نحوُ لَقِيتُ القَاضِيَ المُهَذَّبَا ونَوِّنِ المُنَكَّرَ المَنقُوصَا فِي رفعهِ وجرّهِ خُصُوصَا
1 / 16
تقولُ هَذَا مُشتَرٍ مُخَادِعُ وافزَعْ إِلَى حَامٍ حِمَاهُ مَانِعُ وَهَكَذَا تفعلُ فِي يَاءِ الشَّجِي وكلُّ ياءٍ بعدَ مكسُورٍ تَجِي هَذَا إِذا مَا وَرَدَتْ مُخَفَّفَهْ فافهَمْهُ عنّي فَهمَ صَافي المَعرفهْ
(١٤ - فصل فِي الْأَسْمَاء الْمَقْصُور)
وليسَ للإعرابِ فِيمَا قد قُصِرْ مِن الْأَسَامِي أَثَرٌ إِذا ذُكِرْ
1 / 17
مثالُهُ يَحيَى ومُوسى والعَصَا أَو كَحَيًا أَو كَرَحًا أَو كَحَصَى فهذهِ آخرُهَا لَا يَختلِفْ على تصاريفِ الكَلامِ المُؤتَلِفْ
(١٥ - فصل فِي التَّثْنِيَة)
ورَفْعُ مَا ثَنَّيتَهُ بالألفِ كقولِكَ الزّيدَانِ كانَا مَألَفِي ونصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ بغيرِ إشكالٍ وَلَا مِرَاءِ
1 / 18
تقولُ زيدٌ لابِسٌ بُردَيْنِ وخالدٌ مُنطَلِقُ اليَدينِ وتَلحَقُ النُّونُ بِمَا قد ثُنِّي مِنَ المَفَاريدِ لِجَبرِ الوَهْنِ
(١٦ - بَاب جمع الْمُذكر السَّالِم)
وكلُّ جَمعٍ صحَّ فيهِ وَاحدُهْ ثمَّ أتَى بعدَ التَّنَاهي زَائِدُهْ فَرَفعُهُ بالواوِ والنونُ تَبَعْ نحوُ شَجَاني الخَاطِبُونَ فِي الجُمَعْ
1 / 19
ونصبُهُ وجرُّهُ بالياءِ عندَ جميعِ العَرَبِ العَرْبَاءِ تقولُ حَيِّ النَّازِلينَ فِي مِنَى وسَلْ عنِ الزَّيدِينَ هَل كَانُوا هُنَا ونُونُهُ مَفتوحةٌ إِذْ تُذكَرُ والنُّونُ فِي كلِّ مُثنًّى تُكسَرُ وتَسقُطُ النُّونانِ فِي الإضَافَهْ نحوُ رأيتُ ساكِني الرَّصَافَهْ وَقد لَقِيتُ صاحبَيْ أَخِينَا فاعلَمْهُ فِي حذفِهِمَا يَقينَا
1 / 20
(١٧ - فصل فِي جمع التَّأْنِيث)
وكلُّ جمعٍ فيهِ تاءٌ زَائِدهْ فَارفَعْهُ بالضّمّ كرَفعِ حَامِدَهْ ونصبُهُ وجَرُّهُ بالكسرِ نحوُ كَفَيتُ المُسلماتِ شَرّي
(١٨ - بَاب جمع التكسير)
وكلُّ مَا كُسِّرَ فِي الجُموعِ كالأُسدِ والأبياتِ والرُّبوعِ فَهْوَ نظيرُ الفردِ فِي الإعرابِ فاسمَعْ مقَالي واتَّبِعْ صَوَابي
1 / 21
(١٩ - بَاب حُرُوف الْجَرّ)
والجرُّ فِي الِاسْم الصحيحِ المنصَرِفْ بأحرفٍ هُنّ إِذا مَا قيلَ صِفْ مِن وَإِلَى وَفِي وَحَتَّى وعَلى وعَن ومنذُ كَمْ وحَاشَا وخَلا والباءُ والكافُ إِذا مَا زِيدَا واللامُ فاحفَظْهَا تكنْ رَشيدَا ورُبَّ أَيْضا ثمّ مُذْ فِيمَا حَضَرْ مِن الزّمانِ دونَ مَا منهُ غَبَرْ
1 / 22