وقيل في اجتماعه بوالبة غير ذلك وهو أن النجاشي الأسدي والي الأهواز للمنصور احتاج إلى عطر يعمل له فلم يجد في الأهواز من يعمله فبعث إلى البصرة فحمل عطارين فيهم أستاذ أبي نواس وأبو نواس معه فكانوا يعملون في دار النجاشي وقدم عليه والبة بن الحباب الأسدي الشاعر وهو ابن عمه فرأى أبا نواس فاستحلى قده وأعجب بظرفه فقال له إني أرى فيك مخايل فلاح وأرى لك ألا تضيعها وستقول الشعر وتعلو فيه فاصحبني حتى أخرجك قال ومن أنت قال أبو أسامة قال والبة قال نعم قال أنا والله جعلت فداك في طلبك وقد أردت الخروج إلى الكوفة وإلى بغداد من أجلك قال ولماذا قال شهوة للقائك ولأبيات سمعتها لك قال وما هي فأنشده
( ولها ولا ذنب لها
حب كأطراف الرماح )
( جرحت فؤادك بالهوى
فالقلب مجروح النواحي )
( سل الخليفة صارما
هو للفساد وللصلاح )
( أحذته كف أبي الوليد
يدا مبارية الرياح )
( ألقى بجانب خصره
أمضى من الأجل المتاح )
( وكأنما ذر الهباء
عليه أنفاس الرياح )
فمضى معه فلما صار إلى منزله وأكلا وشربا أراده وألبة فلما كشف عنه رأى حسن بدنه فلم يتمالك أن قبل آسته فحبق أبو نواس فقال له يا خبيث ما هذا قال كرهت يا سيدي أن يضيع المثل ولا أحققه في قولهم جزاء من قبل الاست ضرطة فازداد به حبا وعجبا ومضى معه إلى الكوفة
وروي أنه قال له يا حبيبي أقبلك وتجازيني بهذا فقال كرهت أن يضيع المثل
صفحه ۱۶