كنت أسير في طريق أصبهان فإذا أنا برجل عليه فرو جالس إلى عين في المنزل فقال لي ممن الرجل قلت من أهل البصرة قال أنشدني لأبي نواسكم شيئا فإنه لو كشف استه ومضى بين الناس كان أحسن من قوله
( وجه جنان سراة بستان
جمع فيه كل ألوان )
قلت فأنشدك له قال هات فأنشدته
( متتاية بجماله صلف
ما يستطاع كلامه تيها )
( للحسن في وجناته بدع
ما إن يمل الدرس قاريها )
( لو كانت الأشياء تعقله
أجللنه إجلال باريها )
( أو تسطيع الأرض لا نقبضت
حتى يصير جميعه فيها )
قال أنشدني غير هذا فأنشدته
( إن السحاب لتستحيي إذا نظرت
إلى نداك فقاستة بما فيها )
( حتى تهم بإقلاع فيمنعها
خوف من السخط من إجلال منشيها )
قال أحسن وأجاد قلت من أنت قال كلثوم بن عمرو العتابي قلت أنشدني من شعرك فأنشدني
( طمع النفوس مطية الفقر
ولباسها أدنى من الوفر )
( اصبر إذا بدهتك نازلة
ما عال منقطع إلى الصبر )
( الصبر أمثل ما آعتصمت به
ولنعم حشو جوانح الصدر )
صفحه ۵۱