كنت أنا وعبد الله بن طاهر عند المأمون وهو مستلق على قفاه فقال لعبد الله بن طاهر يا أبا العباس من اشعر الناس في خلافة بني هاشم فقال أمير المؤمنين أعلى عينا واعرف بهذا فقال على ذلك فقل وتكلم أنت أيضا يا أحمد بن يوسف فقال عبد الله بن طاهر أشعرهم الذي يقول
( ويا قبر معن كنت أول حفرة
من الأرض خطت للسماحة موضعا )
قال فقلت بل أشعرهم الذي يقول
( أشبهت أعدائي فصرت أحبهم
إذ كان حظي منك حظي منهم )
فقال المأمون يا أحمد أبيت إلا غزلا أين أنتم عن الذي يقول
( يا شفيق النفس من حكم
نمت عن ليلى ولم أنم )
فقلنا صدقت يا أمير المؤمنين
ورد على العتابي بحلب عدة من الكتاب من أهل قنسرين فدخلوا وسلموا وكان في يده رقعة ينظر إليها فقال لهم لقد سلك صاحب هذه الرقعة واديا ما سلكه أحد قبله لله دره فنظروا فإذا هو شعر أبي نواس
( ربع الكرى بين الجفون محيل
عفى عليه بكا عليك طويل )
( يا ناظرا ما أقلعت لحظاته
حتى تشحط بينهن قتيل )
( أحللت من قلبي هواك محلة
ما حلها المشروب والمأكول )
صفحه ۴۹