فخرجنا نبتغي مؤاجرا فأتينا باب أبي عمرو بن العلاء فإذا نحن بغلام من أحسن الناس وجها وأحسنهم قدا وهو يتثنى قال فقلت له ما اسمك قال الحسن بن هانئ فقلنا له أبو من قال أبو نواس قال فشارطناه ثلاثة أيام بدينار في شارعة الصباح وهي على نهر بالابلة وأخذناه ومضينا وطبنا أطيب يوم وليلة حتى إذا كان اليوم الثاني وطبنا كانت حمالة في بني تميم فأعطى من أعطى وجاء أعرابي عليه عمامة كأنها فسطاط إلى صباح فظن أبو نواس أنه يحمل عليه فانحدر إلى البصرة هاربا وانحدر القوم بعده فجلسوا إلى باب أبي عمرو بن العلاء إذ أقبل أبو نواس فقالوا ويحك ما حسن ما صنعت بنا فقال رأيت عندكم من لم تسمح نفسي بمعاشرته ولا عيني بالنظر إليه ففررت منكم وقد قلت شعرا فيكم وما قلت قبل ذلك شعرا وأنتم علماء هذا الباب فقلنا له ما قلت فقال
( كنت في قرة عين
مع عيسى بن غصين )
( وابن كهل وابن خاقان
النجيب الأبوين )
( والفتى الأرقط يحيى
وعبيد العاشقين )
( وابن ربعي الفتى السمح
الجواد الراحتين )
( عندنا الصهباء صرفا
في قوارير اللجين )
( وندامى سادة
كلهم زين لزين )
صفحه ۳۷