ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)
پژوهشگر
علي مهنا وسمير جابر
ناشر
دار الفكر للطباعة والنشر
محل انتشار
لبنان
خرجت إلى بغداد فنزلت على الحسين وقلت أحب أن تجمع بيني وبين أبي نواس قال انهض وسار بي إلى شارع العلاء الوصيف وأبو نواس ينزل فيه بحيال دار العلاء الوصيف فطرقنا بابه وقلنا لغلامه قل له الحسين الخليع فخرج إلينا نفسه فأدخلنا مجلسه فلما جلسنا حبسنا حتى هطلت السماء فحلف علينا ألا نبرح وأتانا بما حضر من طعام فطعمنا وصرنا إلى مستمطر له بحذار منزل العلاء الوصيف وفيه مناظر إلى الشارع ففتحنا المشارع وجلسنا نشرب وابتلت الأرض بالمطر والطين فخرج غلام من دار العلاء الوصيف ما رأيت أحدا بعده احسن منه فلما رآه الحسين تحير وقال لأبي نواس أمه فاعلة إن كنت نزلت ها هنا إلا لموضع هذا الغلام قال أبو نواس وأمه فاعله إن كنت كذبت إلا أنه قد قلقل أحشائي وقطع قلبي وأسهر ليلي محبة له وليس يمكنني وفيه تخنيث وهو أرطب خلق الله واحسنهم دلالا قال فصفق له الحسين الخليع فرفع رأسه إليه فأومأ إليه الحسين بيده أن تعال فنزع نعلين كانتا في رجليه ثم خاض الماء والوحل حتى دخل الدار فقام أبو نواس إليه فوجده يغسل رجليه ولبس نعليه وصعد فلما جلس عبث به أبو نواس ساعة ثم قال لنا قالت لكم جدتي لا تحبسوا عباسا فقال له أبو نواس نعم يا أم الفضل ليس تحبسك ثم سقاه أبو نواس ثلاث كاسات فقال له الغلام الناس يقولون إنك زنديق فبالله عليك ما الزندقة فقال له أبو نواس أولها أنت ولولا أنت وأمثالك ما تزندقنا والساعة أفسر لك الزندقة ما هي ثم أخذ بيده وخلا به في غرفة وفسق به وقال له هذا أول الزندقة ثم جاء إلى الحسين فقال له اذهب إليه فقام الحسين وفسق به ثم خرج إلى غسان فقال له اذهب إليه فقام إليه غسان وفسق به فلما فرغنا جاء وجلس فقال له أبو نواس يا أم الفضل عرفت الزندقة هذه هي ثم شرب كأسا ونهض فأنشأ أبو نواس يقول
( بنت العلاء أتتنا وهي حافية
في يوم وحل كثير الماء والطين )
( قالت لنا قولة من قبل جلستها
قالت لكم جدتي بالله نيكوني )
( فمر والله يا قومي بفقحتها
ما مر بالطبل في يوم الشعانين )
وجهت عنان جارية الناطفي إلى أبي نواس وسالة مع صبية لها تدعوه وقد دعت الحسين الخليع وكتبت في كف جاريتها
( زرنا لتأكل معنا
ولا تخلف عنا )
( فقد عزمنا على الشرب
صبحة واجتمعنا )
فجاءته الجارية فقرأ ما في يدها وأدخلها إلى بيته وراودها فأبت عليه فلم يزل بها حتى أطاعته ففرغ منها وكتب أسفل ذلك
صفحه ۲۳۹