فقال له الفضل بن الربيع وإسماعيل بن صبيح بالله عليك إلا أخجلتها وإن أخجلتها فلك عندنا ما تحب فأتاها أبو نواس وعندها جماعة فسلم عليها ثم تحدثوا ساعة ثم قال لها يا عنان ما هجاء أير فصاحت بأعلى صوتها أير ومدت صوتها فقال لها لم رفعت صوتك ومددته به قالت لعظم حقه علينا فخرج أبو نواس يجر رجله خجلا
نفاه ابن قنبر فانقلب على النزارية
فلما نفاه ابن قنبر وفضحه بأبياته السينية انقلب على النزارية وادعى أنه من حاء وحكم فزجره آل يزيد بن منصور الحميري خال المهدي وقالوا له أنت خوزي فمالك ولحاء وحكم قال أنا مولى لهم فتركوه وقال بعضهم لبعض إنه لظريف اللسان غزير العلم فدعوه وهذا الولاء يتعصب لنا ويكايد عنا ويهجو النزارية فكان كما قالوا وكما ظنوا فانقلب إلى اليمن ونزل عن كنيته بأبي فراس واكتنى بأبي نواس تشبها بكنية ذي نواس كما كانت اليمن تكتني وندم على هجاء اليمن ووجدهم له أنصر ولدعوته أقبل فاعتذر إلى هاشم بن حديج فقال
( أهاشم خذ مني رضاك وإن أتى
رضاك على نفسي فغير ملوم )
( فأقسم ما جاوزت بالشتم والدي
وعرضي وما مزقت غير أديمي )
( وما كنت إلا كالذي كشف استه
بمرأى عيون من عدا وحميم )
( فعذت بحقوي هاشم فأعاذني
كريم أراه فوق كل كريم )
( وإن امرأ عفى على مثل زلتي
وإن جرحت فيه لجد حليم )
صفحه ۲۹