ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)

ابن منظور d. 711 AH
184

ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)

ملحق الأغاني (أخبار أبي نواس)

پژوهشگر

علي مهنا وسمير جابر

ناشر

دار الفكر للطباعة والنشر

محل انتشار

لبنان

كان المأمون لما عقد على بوران ابنة الحسن بن سهل اهتم الحسن بن سهل بذلك همة مثله لمثل المأمون وكان من اعجب ما سمع النثار الذي نثر في الاملاك عليها وذلك انه عمد إلى الضياع والعقارات والبساتين والأملاك والحمامات وغير ذلك فكتب أسماءها كل اسم في رقعة ودرجها وجعلها في بنادق من عنبر معجون بمسك ونثرت تلك البنادق على الناس في الأملاك والتقطها الحاضرون فكل من التقط شيئا فتحه واخذ الرقعة واحضرها إلى الحسن بن سهل فيشهد له بذلك الذي التقطه ويكتب إلى وكيله بتسليم ذلك المكان إليه مع بذوره وقوته وغلاته وجميع ما فيه وسلم اليه كتب أصوله

ولما دخل المأمون عليها اجلس على حصير من ذهب وقد نسج في الحرير كما فعل في الحصر وجعل قضبان الذهب ممدودة بدلا من الاسل والابريسم مكان الخيوط وجيء بمكتل من ذهب مرصع بالجوهر فيه جواهر مختلفات الاصناف والألوان والأثمان ونثر منه كبار الجوهر من الدر الفاخر واللؤلؤ والياقوت الذي كل حبة منه بألوف على تلك الحصير

وكان أهل المأمون من الهاشميات قياما وفيهن أم جعفر زبيدة واسمها أمة العزيز بنت جعفر بن أبي المنصور وانما رقصها المنصور وهي صبية وكانت بيضاء سمينة فجعل يقول انت زبيدة انت زبيده فاستمر ذلك اسمها وفيهن حمدونة بنت الرشيد وغيرهما فتكبرن أن يلتقطن فقال المأمون ما هذا الوجوم أكرمنها بالتقاطكن من نثارها ثم بدأ فأخذ واحدة فالتقطن كل واحدة واحدة واثنتين تطرفا وامتثالا لامره وبقي اكثر الجوهر على الحصير فقال المأمون لله در ابن هانئ حيث يقول

( كأن صغرى وكبرى من فواقعها

حصباء در على أرض من الذهب )

كأنه شاهد معنا هذا المجلس

صفحه ۱۹۲