اليزيد بن معاوية ومعاوية بن اليزيد ولما مات معاوية سنة 60 ه ( سنة 679م) تولى اليزيد بعهد منه فعاث في الأرض فسادا وشرب الخمر وأتى من أنواع المنكر والمحرمات . وفي أيامه وعلى يد عامله على العراق عبيد الله بن زياد كانت واقعة كربلاء المشهورة التي قتل فيها الحسين شهيد الحق وشهيد الدفاع عن حريمه وشرفه . وفي أيامه أيضا كانت وقعة الحرة التي استبيحت فيها المدينة المنورة حرم الرسول ثلاثة أيام وانتهكت حرمة مكة المكرمة ورماها قائده بالمنجنيق ، ولما مات اليزيد سنة 64 ه ( سنة 682م) بويع ابنه معاوية وكان رجلا تقيا من جهة وضعيف الإرادة من جهة أخرى فما لبث غير ثلاثة أشهر حتى أجمع أمره على التسليم في الملك فصعد المنبر والناس مجتمعون فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : أما بعد فإني قد ضعفت عن أمركم فابتغيت لكم مثل عمر بن الخطاب حين استخلفه أبو بكر فلم أجده فابتغيت ستة مثل ستة الشورى فلم أجدهم فأنتم أولى بأمركم فاختاروا له من أحببتم . ثم توارى عن الأنظار إلى أن مات . وبه انتهى ملك آل أبي سفيان بن حرب من بني أمية فانتقل الملك إلى فرع آخر منه وهم آل الحكم بن أبي العاص.
ملك مروان بن الحكم وبنيه
تولى مروان بن الحكم سنة 64ه ( سنة 682م ) بعد تردد وبعد أن هم بالذهاب إلى عبد الله بن الزبير ليبايعه بالخلافة وقد بايعه أهل الحرمين وكثير من الأقطار قبل ذلك أي في أواخر أيام يزيد بن معاوية وكاد الأمر يتم لابن الزبير لو استعمل شيئا من الدعاية والدهاء في السياسة فقد كان عامل دمشق الضحاك بن قيس معه أيضا وغيره كالحصين بن نمير الذي كان محاصرا له بمكة من قبل اليزيد فقد دعاه إلى الذهاب لأخذ البيعة له من أهل الشام ومن نفس رؤساء الجيش المعاصر فأبى . فكان ما أراده الله من بيعة مروان الذي هم كما قلنا بمبايعة ابن الزبير لولا قواد بني أمية ومعارضتهم له . ومات مروان سنة 65ه.
صفحه ۲۱