مختصر تفسير المعوذتين

Muhammad ibn Abd al-Wahhab d. 1206 AH
13

مختصر تفسير المعوذتين

مختصر تفسير المعوذتين

پژوهشگر

ناصر بن سعد الرشيد

ناشر

جامعة الإمام محمد بن سعود،الرياض

شماره نسخه

-

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

تفسیر
إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ ١: يخبر تعالى عن كفرهم وتمردهم أنهم إذا تليت عليهم الآيات يقولون: لو نشاء لقلنا مثل هذا. وقد تحداهم غير مرة أن يأتوا بسورة من مثله فلم يقدروا وإنما قالوا هذا ليغروا من اتبعهم، والقائل لهذا هو النضر بن الحارث٢، ولذلك "أمر النبي ﷺ بقتله يوم بدر صبرا، فقال المقداد: يا رسول الله أسيري، فقال: إنه كان يقول في كتاب الله (ما يقول، فأمر بقتله. فقال المقداد: يا رسول الله، أسيري، فقال: اللهم أغن المقداد من فضلك. فقال المقداد: هذا الذي أردت" ٣ ومعنى أساطير الأولين: أي كتبهم يتعلم منها؟ وقوله: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ﴾ الآية: هذا من عظيم عنادهم، وكان الأولى أن يقولوا: ﴿إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ﴾ ٤ فاهدنا إليه. وكذلك قال الجهلة من الأمم السالفة كقول قوم شعيب: ﴿فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ﴾ ٥ الآية، وقال عطاء ٦:"وهو النضر بن الحارث" فقال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ﴾ ٧، وقال: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ ٨. ولقد أنزل فيه بضع عشرة آية من كتاب الله. قال قتادة ٩: "قال سفهة هذه الأمة وجهلتها، فعاد الله بعائدته ورحمته على سفهة هذه الأمة وجهلتها". وقوله: ﴿وَمَا كَانَ

١ سورة الأنفال آية: ٣١-٣٢. ٢ زاد المسير: ٣/٣٤٨. ٣ ابن جرير: ٩/٢٣١، ابن كثير: ٢/٣٠٤. ٤ سورة الأنفال آية: ٣٢. ٥ سورة الشعراء آية: ١٨٧. ٦ ابن جرير: ٩/٢٣٢، ابن كثير: ٢/٣٠٤. ٧ سورة ص آية: ١٦. ٨ سورة المعارج آية: ١. ٩ ابن جرير: ٩/٢٣٣، ابن كثير: ٢/٣٠٥.

1 / 15