مختصر تفسیر ابن کثیر
مختصر تفسير ابن كثير
ناشر
دار القرآن الكريم
شماره نسخه
السابعة
سال انتشار
۱۴۰۲ ه.ق
محل انتشار
بيروت
ژانرها
تفسیر
نفسه فقال له: كذبت يا عدو الله، أبقى الله لك ما يحزنك؛ قال أَبُو سُفْيَانَ: اعلُ هُبَل، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَجِيبُوهُ»، قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قال: "قولوا: الله أعلى وأجل"، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَجِيبُوهُ»، قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: "قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ"، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالْحَرْبُ سِجَالٌ؛ وستجدون مُثلة لم آمر بها ولم تسؤني. وعن الزبير بن العبوام قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنْظُرُ إِلَى خَدَمِ هِنْدَ وَصَوَاحِبَاتِهَا مُشَمِّرَاتٍ هَوَارِبَ مَا دُونُ أَخْذِهِنَّ كَثِيرٌ وَلَا قَلِيلٌ، وَمَالَتِ الرُّمَاةُ إِلَى الْعَسْكَرِ حِينَ كَشَفْنَا الْقَوْمَ عَنْهُ يُرِيدُونَ النَّهْبَ، وَخَلَّوْا ظهورنا للخيل فأوتينا مِنْ أَدْبَارِنَا، وَصَرَخَ صَارِخٌ أَلَا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَانْكَفَأْنَا وَانْكَفَأَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ بَعْدَ أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنوا مِنْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَلَمْ يَزَلْ لِوَاءُ الْمُشْرِكِينَ صَرِيعًا حَتَّى أخذته (عمرة بنت علقمى الحارثية) فدفعته لقريش فلاثوا بها (رواه ابن أبي إسحاق) وقال السدي عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُرِيدُ الدُّنْيَا حَتَّى نزل فِينَا مَا نَزَلَ يَوْمَ أحُد ﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخرة﴾.
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: انْتَهَى أنَس بْنُ النَّضْرِ عَمُّ أنَس بْنِ مالك إلى (عمر بن الخطاب) و(طلحة بن عبد اللَّهِ) فِي رِجَالٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ قَدْ ألقوا ما بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ: مَا يُخَلِّيكُمْ؟ فَقَالُوا: قُتِلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: فَمَا تَصْنَعُونَ بِالْحَيَاةِ بَعْدَهُ؟ قُومُوا فَمُوتُوا عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ؛ ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قتل ﵁ وقال البخاري عَنْ أنَس بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَمَّهُ يَعْنِي (أنَس بْنَ النَّضْرِ) غَابَ عَنْ بَدْرٍ فَقَالَ: غبت عن أول قتال النبي ﷺ لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ليرينَّ اللَّهُ مَا أُجِدُّ، فَلَقِيَ يَوْمَ أُحُدٍ فهزم الناس، فقال اللهم إن أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ؛ فَتَقَدَّمَ بِسَيْفِهِ فَلَقِيَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ فَقَالَ: أَيْنَ يا سعد إني أجد ريحح الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ، فَمَضَى فَقُتِلَ فَمَا عُرِفَ حتى عرفته أخته بشامة أو ببنانه وَبِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ مِنْ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ بسهم (رواه ابن أبي إسحاق).
وقوله تعالى: ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ﴾ أَيْ صرفكم عنهم إذا تصعدون أي في الجبال هاربين من أعدائكم ﴿وَلاَ تَلْوُونَ على أحَدٍ﴾ أي،أنتم لَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الدَّهَشِ وَالْخَوْفِ وَالرُّعْبِ، ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ﴾ أَيْ وَهُوَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ يَدْعُوكُمْ إِلَى تَرْكِ الْفِرَارِ مِنَ الْأَعْدَاءِ، وَإِلَى الرَّجْعَةِ وَالْعَوْدَةِ وَالْكَرَّةِ، قال السدي: لما اشتد الْمُشْرِكُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِأُحُدٍ فَهَزَمُوهُمْ دَخَلَ بَعْضُهُمُ المدينة، وانطلق بعضهم إلى الجبل فوق الصخرة فقاموا عليها، فجعل الرَّسُولُ ﷺ يَدْعُو النَّاسَ: «إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ، إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ»، فَذَكَرَ الله صعودهم إلى الْجَبَلِ ثُمَّ ذَكَرَ دُعَاءَ النَّبِيِّ ﷺ غياهم فَقَالَ: ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ والرسول يَدْعُوكُمْ في أُخْرَاكُمْ﴾.
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ﵁ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ - وَكَانُوا خَمْسِينَ رَجُلًا - (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ)، قَالَ: وَوَضَعَهُمْ مَوْضِعًا، وَقَالَ: "إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخَطَّفُنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، قَالَ، فَهَزَمُوهُمْ، قَالَ: فلقد والله رأيت النساء يشتددن على جبل وقد بدت أسواقهن وَخَلَاخِلُهُنَّ رَافِعَاتٌ ثِيَابَهُنَّ
1 / 326