Mukhtasar Tabaqat al-Hanabilah

Jamil al-Shatti d. 1379 AH
153

Mukhtasar Tabaqat al-Hanabilah

مختصر طبقات الحنابلة - ط الترقي

ناشر

مطبعة الترقى

محل انتشار

دمشق

ژانرها

بلاد بها ينسى الغريب بلاده … ويسلو أهاليه مع الصحاب والرهط بلاد بها روض المسرة فائح … وبدر علاها لا يميل إلى حط يضوع بها ضوع المسرة عابقًا … وتنهل مزن البشر فيها بلا قنط تكنفها الجنات من كل جانب … فأربى الشذا فيها على المسك والقسط وكم نهر فيها يجوس خلالها … وكم جدول ينساب في الدر كالرقط وكم من مزارات بها ومشاهد … يلوح سناها للمصيب وللمخطي وكم ماجد فيها وكم عالم بها … تجربه ذيلا على زبة القرط وكم صالح قد حل في فيح سوحها … به يستقي غيث السماء إذا يبطئ أخا الحزم يمم نجوها واثو عدنها … وجزلجها وأهبط ببحبوحة الشط تجد مستناخًا آهلا ومبوأ … رحيبًا وقومًا فضلهم جل عن ضبط بهم سارت الركبان في كل وجهة … وطيب ثناهم قد دعا الناس للغبط أناس تراهم لا تتوق نفوسهم … لغير العلى من غير شوب ولا خلط وهمتهم غرس المكارم في الورى … وكسب المعالي والتقصي عن الرمط وكم أسسوا آثار فضل ومهدوا … قواعد بر بدرها غير منحط ولم تلق فيهم غير بر وماجد … وذلك دأب للشباب وللشمط تنبه كل للمراد من الدنا … فسارع في مرضاة خالقه المعطي ولم يثنهم عن منهج الرشد صارف … ولا غرت الدنيا بشيل ولا حط ولا نظروا شذرًا ولا أثروا بها … ولا اشتغلوا بالثلب والطعن والغمط نواديهم بالعلم والذكر حية … وأرقابهم عن منتمى الخير لا تخطي وسيرتهم بين الأنام حميدة … ومنهجهم جار على منهج القسط ومنزلهم مأوى الكرامة دائمًا … وشأنهم يرضي الإله بلا سخط وما الشام إلا مقلة هم سوادها … وسمط لال هم فرائد في السمط وما الشام في البلدان إلا قصيدة … وهم بيتها أكرم بالآباء والسبط أدام إلهي فضلهم متضاعفًا … ورشحهم بالأيد والفضل والبسط وصانهم من كلّ كرب وآفة … ومن شر ذي ومن كيد ذي ضغط

1 / 156