51

مختصری از کتاب سیاق در تاریخ نیشابور

المختصر من كتاب السياق لتأريخ نيسابور

ژانرها

وحكي أن السلطان اجتاز بباب المسجد فدخل مراعاة له، فأخبر بذلك وكان في

~~الصلاة فما قطعها، وما تكلف له حتى وصل السلطان، فطاف به في المسجد، وكان

~~السلطان يتبرك به إلى أن خرج، وجرى على لسانه ان في دولتي من لا يخاف مني

~~وإنما يخاف من الله وأشار إليه مع شدة [16 ب] بطش السلطان وتهوره في

~~الأمور. على هذا كان يعيش معهم قليل المبالاة بهم [ظ].

ومن جملة ما قام به للمسلمين عند بناء المسجد مع تراكم الأحوال كثرة

~~النفقة في القحط الواقع في شهور سنة إحدى واثنين وستين واربع مئة والغلاء

~~حتى إنه كان ينصب القدور والمراجل كل يوم، ويطبخ في [ها] المرق، ويحضر كل

~~يوم زيادة على ألف من خبزا، ويجمع الفقراء في المسجد ويفرق الخبز والمرقة

~~عليهم. بحيث [ظ] كان ذلك سببا لمعاش أمة من المسلمين بنيسابور مع ما كان

~~يوصل إليهم من صدقات السر ما لم يطلع عليه أحد ظاهرا.

وكان يتفقد الفقراء المتعففين المستورين في الزوايا وينفذ إليهم الصدقات

~~خفية، ويقوم للمسلمين بحقوقهم. ومن صدقاته اتخاذ الجباب والأقمصة

~~والسراويلات أوايل الخريف للشتاء كل سنة ما يكسو به قريبا من ألف فقير

~~يفرقها عليهم ويعين في تجهيز بنات الفقراء والأيتام.

ويسعى في الخيرات عموما. ومن جملة مساعيه: رفع الأعشار من أبواب البلد

~~ورفع القسم والوظايف عن القرى وأرباب الخراج ورفع مصارفة الصحيح والمكسور

~~من النقود وإبطال الطرح الموظف من جهة العمال على الرعايا ومكاتبة السلطان

~~بالترفيه على الرعية ونسخ رسوم الظلم وتفرقة الأموال على الفقراء والعلماء

~~وأهل التجمل كل سنة.

ومن جملة ذلك ما شاهدناه: أنه استدعى من السلطان صدقة عامة على أهل

~~البلد، غنيهم وفقيرهم حتى أمر بذلك فكان يطوف العاملون على الدور والأبواب

~~على المحال، ويعدون سكان الدور فيدفع إلى كل واحد منهم خمسة من الدراهم

~~الفتحية [ظ] من غير تمييز بين العبيد والأحرار والصغار والكبار.

ولم يزل يسن هذه السنن المرضية حتى اقتدى به الوزير والعميد وأركان

~~الدلة، فكانوا يجرون على هذه الطريقة، ولا تخلو السنة عن التفرقة على هذا

~~النحو في الطوائف، وكان ذلك [من] بركته ومن حسن سعيه، ومن سن سنة حسنة فله

~~أجرها وأجر من عمل بها [17 أ] إلى يوم القيامة.

ثم كان يحيي الليالي قائما في الصلاة، ويصوم الأيام ويجتهد في العبادة

~~اجتهادا لا يطيق أحد

صفحه ۵۲