161

مختصری از کتاب سیاق در تاریخ نیشابور

المختصر من كتاب السياق لتأريخ نيسابور

ژانرها

~~من بعدهم، أوحد خراسان في عصره أدبا وفضلا ونسبا وأصلا، حسن الخلق، صبيح

~~الوجه، مليح الشمائل، محب للخير وأهله، كثير القراءة، دائم العبادة، سخي

~~النفس، عالي الهمة والمروة، دائم الصدقة والصلة، مدرس في اللغة، مصنف للكتب

~~النفيسة. وقد ذكر الحاكم أسلافه الكبار في التاريخ.

سمع الحديث الكثير بخراسان عن الحاكم أبي أحمد الحافظ، وأبي عمرو ابن

~~حمدان، وببخارى من أبي بكر محمد بن حم بن ناقب (1) البخاري، وبمكة من أبي

~~الحسن [أحمد بن عبد الله بن حميد] بن رزيق، وسمع من أبي علي حمد بن عبد

~~الله الرازي، وأبي عبد الله الجرجاني، وأبي الحسين ابن فارس، وأبي نعيم

~~الاسفرايني وطبقتهم.

وعقد له مجلس الاملاء فأملى في رجب سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، وحضر

~~مجلسه الأئمة والقضاة والكبار والسادة، ودام ذلك مستمرا إلى أن توفي يوم

~~الثلاثاء وهو عيد الأضحى سنة ست وثلاثين وأربع مئة.

وانتشرت كتبه وديوان شعره في الآفاق واستفاد الناس منه، وبه ختم الفضل

~~والكمال في آل ميكال، ومدحوه الشعراء في حياته، ورثوه بعد مماته، والفضل

~~الباقي بعده من آثاره وأنفاسه تاريخ برأسه.

فمما قرأت من الاشعار فيه للأديب يعقوب بن أحمد النيسابوري وكان من

~~المختصين به [ظ] قوله [45 أ]:

رأيت عبيد الله يضحك معطيا

ويبكي أخوه الغيث عند عطائه

وكم بين ضحاك يجود بماله

وآخر بكاء يجود بمائه

وقرأت في كتاب دمية القصر فصلا ذكره الباخرزي فيه فقال: لو قيل لي: من

~~أمير الفضل؟ لقلت: الأمير أبو الفضل، وقد صحبته بعد ما أناف على الثمانين،

~~وفارقته وهواي مع الركب اليمانين، ونادمته فلم أقرع على منادمته سن الندم،

~~وقدمت عليه فغمرني إنعامه من القرن إلى القدم، وجالسته فأحمدته في كل أمر،

~~وكأني كنت جليس القعقاع بن عمرو، وأما أدبه فقد كان على ذبول عوده غضا،

~~يكاد يغض من أنهار الربيع غضا، وأما شعره فقد أعلن أهل الصنعة شعار

~~الانتماء إليه، ورفرفت الشعراء بأجنحة الاستفادة عليه، وأما رسائله فرسل

~~يدر، وسلك لا يحويه الدر، ومن

صفحه ۱۸۵