251

مختصر صفت الصفوه

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

ژانرها

عرفان

قال: فخرجا جميعا حتى حجا ورجعا. ما يرى كل واحد منهما أن له أخا غير صاحبه. فلما جئت أسلم على جاري قال لي: جزاك الله يا أخي عني خيرا ما ظننت أن في هذا الخلق مثل أبي بكر، كان والله يتفضل علي في النفقة وهو معدم وأنا موسر، ويتفضل علي في الخدمة وأنا شاب قوي وهو شيخ ضعيف، ويطبخ لي وأنا مفطر وهو صائم. قال: فقلت: فكيف كان أمرك معه في الذي كنت تكرهه من طويل بكائه? قال: ألفت والله ذاك البكاء وسر قلبي حتى كنت أساعده عليه، حتى تأذى بنا أهل الرفقة. قال: ثم والله ألفوا ذلك فجعلوا إذا سمعونا نبكي بكوا وجعل بعضهم يقول لبعض: ما الذي جعلهم أولى بالبكاء منا والمصير واحد? قال: فجعلوا والله يبكون ونبكي. قال: ثم خرجت من عنده فأتيت بهيما فسلمت عليه وقلت: كيف رأيت صاحبك? قال: كخير صاحب، كثير الذكر لله عز وجل طويل التلاوة للقرآن، سريع الدمعة محتمل الهفوات للرفيق، جزاك الله عني خيرا.

عرفجة

كان يحيي الليل صلاة. فاستزاره بعض إخوانه ليلة فاستأذن أمه في زيارته فأذنت له. قالت العجوز:

فلما كان الليل إذا أنا في منامي برجال قد وقفوا علي فقالوا: يا أم عرفجة: لم أذنت لإمامنا الليلة.

ذكر المصطفين من عباد الكوفة مجهولي الأسماء

عابد

أبو سعيد البقال قال: رأيت رجلا بالكوفة قد استعد للموت منذ ثلاثين سنة قال: ما لي على أحد شيء ولا لأحد عندي شيء، وما أريد أن أكلم أحدا ولا يكلمني أحد من الناس إلا بذكر الله تعالى وكان يأوي الجبان والمقابر.

قال سفيان الثوري: رأيت شيخا في مسجد الكوفة يقول: أنا في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة أنتظر الموت أن ينزل بي لو أتاني ما أمرته بشيء ولا نهيته عن شيء ولا لي على أحد شيء ولا لأحد عندي شيء.

صفحه ۲۵۵