مختصر صفت الصفوه
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
ژانرها
اشتهى الحسن بن حي سمكا فلما أتي به ضرب بيده إلى سرة السمكة فاضطربت يده وأمر به فرفع ولم يأكل منه شيئا. فقيل له في ذلك فقال: إني ذكرت لما ضربت بيدي إلى بطنها أن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فلم أقدر أن أذوقه.
أن حسن بن صالح كان يصلي إلى السحر ثم يجلس فيبكي في مصلاه ويجلي علي فيبكي معه في حجرته. قال: وكانت أمهما تبكي الليل والنهار. قال: فماتت. ثم مات علي. ثم مات حسن قال: فرأيت حسنا في منامي فقلت: ما فعلت الوالدة? قال: بدلت بطول ذلك البكاء سرور الأبد. قلت: وعلي? قال: وعلي على خير. قلت: فأنت? فمضى وهو يقول: وهل نتكل إلا على عفوه? عبيد الله بن موسى قال: كان حسن بن صالح إذا صعد إلى المنارة أشرف على المقابر فإذا نظر إلى الشمس تحوم على القبور صرخ حتى يحمل مغشيا عليه فينزل به.
قال أبو محمد: ورأيت الحسن ذات يوم شهد جنازة فلما قرب الميت ليدفن نظر إلى اللحد فارفض عرقا. ثم قال: فغشي عليه فحمل على السرير الذي كان عليه الميت فرد إلى منزله.
نظر حسن إلى المقابر وهو قائم يؤذن فصرخ وقطع أذانه وسقط مغشيا عليه.
قال: حدثني رجل من جيرانه أنه قال: كنا نسمع صراخه ونحيبه إذا صعد إلى الأذان كما نسمع صراخ أهل المصيبة. وقال: وكثيرا ما كان يغشى عليه حتى يؤذن غيره.
حمزة بن عمارة الزيات يكنى أبا عمارة
وكان صاحب قرآن وسنة وفرائض. كان الأعمش إذا رأى حمزة قد أقبل قال: هذا حبر القرآن.
صفحه ۲۴۲